(أين الاهتمام بقضية فلسطين؟!)· لم أكن أرغب في الحديث في هذه القضية ونحن نعيش هذه الأجواء المشحونة، حيث الاعتداءات الصهيونية المفتوحة على الشعب اللبناني الشقيق· ولكن الوقائع على أرض فلسطين هي التي تجبرني على ذلك، وليسع صدر القراء الذين يملأ صدروهم الحماس لدعم المقاومة اللبنانية ومتابعة أخبارها·

إن ما يحدث اليوم هو انجرار عاطفي بحت لدى غالبية الناس إلا أولئك أصحاب المبادىء الذين لم ينسوا فلسطين في هذه الحرب المفتوحة على الأمة العربية، وهذا الانجرار أتاح فرصة ذهبية للعدو الإسرائيلي وآلته الحربية الظالمة بأن تفتك في أخواننا الأبرياء في قطاع غزة والضفة الغربية، فمن يعلم اليوم أن الفلسطينيين يقتلون كل يوم؟ ومن يسمع أو يشاهد ذلك في وسائل الإعلام؟ وهل يعلم أحد أنه أثناء فترة العدوان على لبنان قتل وجرح وشرد واعتقل مئات الفلسطينيين الأبرياء، بينما يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10000 أسير من دون أي جريمة ارتكبوها؟

وإذا رجعنا للغة الأرقام المجردة، فإن وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أنه خلال شهر يوليو الماضي استشهد 177 فلسطينياً من بينهم 44 طفلاً تتراوح أعمار ثلاثة منهم ما بين ثلاثة أشهر وأربعة أعوام، وأصيب أكثر من 1000 شخص بينهم 330 طفلاً، و90 امرأة، وأن جثامين 22 من الشهداء وصلت أشلاء ممزقة إلى المستشفيات·

هذا بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي يطال البنى التحتية الفلسطينية وانقطاع عشرات الآلاف عن الذهاب لأعمالهم بسبب الحرب المفتوحة·

إن قضية فلسطين كانت ولا تزال قضية الأمة المركزية، ويجب أن تكون المنطلق والمحور في صراعنا مع الكيان الصهيوني الغاصب، لا أن ننساق وراء عواطفنا المجردة، ونلقي بكل الثقل العاطفي والمادي والمعنوي وراء الأحداث في لبنان، ونرفع شعار (لفلسطين رب يحميها)·

إننا مسؤولون أن نراجع أنفسنا وتعديل سلم أولوياتنا، وأن نعلم أن العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين أهدافه ومنطلقاته ونتائجه واحدة· ومعذرة على الصراحة·