رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 أغسطس 2006
العدد 1740

���� �������
هذا العنوان أخذته من مقالة د· ابتهال عبد العزيز المنشورة يوم الخميس بجريدة القبس تحت عنوان "من يدفع الحساب؟" وبكل صراحة أحيي الدكتورة على الجرأة والشجاعة الأدبية عندما استعرضت أحوال لبنان وما يمرّ به من دمار وقتل للنفس البشرية.
دوي الأفكار
د· تشاد هلمستتر مؤلف كتاب (ماذا تقول عندما تحدث نفسك) يقول عن السلوك: (السلوك هو ما نفعله أو ما لا نفعله) فالسلوك معناه التصرف، كيف نتصرف؟ أو كيف لا نتصرف؟ وعلى ذلك من يدرس طريقة تفكير الشعوب وقادتها سوف يتنبأ بسهولة بالسلوك الذي سوف ينتج عنهم في كل قضية إلا إذا أعادت برمجة تفكيرها لكي ينتج لها سلوك مختلف حول التحديات التي تواجهها،
كيف أبدأ؟ وبماذا أبدأ؟ ولماذا أبدأ؟ ولمن أرسل هذه الرسالة؟ لا أعلم، بكل أمانة لا أعلم، ولكن ما أعلمه جيدا بأنني لا بد أن أكتب وأتحدث عن أمر شلّ تفكيري وجعلني عاجزا عن التركيز، فأنا أرى الظلم واقعاً ومستمراً دون أي قدرة لي على الحراك أو التصرف أو عمل أي شيء يكون له الشأن في رفع الظلم أو التقليل منه، إن لبنان هو حديثي وسأبدأ.
سؤال النائب مسلم البراك عن الجهة أو الشخص الذي استدعى القوات الخاصة لحراسة مجلس الأمة أو لمنع الناس من الدخول إليه من المفروض أن يؤدي إلى أزمة سياسية أعنف وأشد من أزمة تقليص الدوائر· فرئيس مجلس الأمة أقسم أمام ناخبيه أنه لم يستدع القوات الخاصة، ولم يطلب منها منع الناس من دخول مجلس الأمة، وقد نشرت قسمه المزعوم جريدة الرأي العام التي له فيها نفوذ عائلي كما نشرت النص نفسه جريدة الوطن:
ستزدهر سوق الكلمة العربية هذه الأيام، فكلما تساقط المزيد من القنابل الإسرائيلية المحرمة وغير المحرمة على رؤوس العرب من اللبنانيين والفلسطينيين لتحصد أرواحهم وتدك منازلهم وتحرق أشجارهم وتأتي على أخضرهم ويابسهم، كلما ازدادت المقالات المدبجة والخطب العصماء تزاحما على صفحات الصحف والمجلات وعلى شاشات التلفزة العربية وفوق منصات المؤتمرات والاجتماعات الفاشلة التي تمسك الولايات المتحدة بخطامها لتقودها إلى حيث تشاء.
آفاق ورؤيـــة
أصيب الرئيس الأمريكي جورج بوش بخيبة أمل كبيرة وإحباط واضح أفقده قدرته على رؤية الوضع الإنساني المتدهور في لبنان بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل بالطائرات والصواريخ الأمريكية.
بوش كان يراهن في حربه ضد لبنان على قدرة الجيش الإسرائيلي وسمعته المزيفة وقدرته الكبيرة للتصدي لأربعة جيوش عربية في حرب واحدة.
كيف أبدأ؟ وبماذا أبدأ؟ ولماذا أبدأ؟ ولمن أرسل هذه الرسالة؟ لا أعلم، بكل أمانة لا أعلم، ولكن ما أعلمه جيدا بأنني لا بد أن أكتب وأتحدث عن أمر شلّ تفكيري وجعلني عاجزا عن التركيز، فأنا أرى الظلم واقعاً ومستمراً دون أي قدرة لي على الحراك أو التصرف أو عمل أي شيء يكون له الشأن في رفع الظلم أو التقليل منه، إن لبنان هو حديثي وسأبدأ.
حين يتأمل المرء ما يجري على أرض لبنان وفلسطين يذهل وهو يرى حجم القتل والدمار الذي تحدثه الآلة العسكرية المتوحشة المجنونة؛ فليس من خطوط حمراء تمنع هذه الآلة من قتل الأطفال الأبرياء والنساء الآمنات والشيوخ العزل من السلاح بصورة تقشعر لها الأبدان من دون مراعاة لأي قيمة إنسانية أو أخلاقية بعيداً عن تعاليم السماء أو الأعراف المرعية، وليس من شك أن هذا الحقد الأسود العجيب ليس له في قاموس الحضارة أو الإنسانية أي سابقة أبداً، مما يجعل المراقب يتساءل بدهشة وذهول: هل هؤلاء ينتمون إلى البشرية؟
يبدو أننا شعوب ألفت الكلام أكثر من الأفعال، وهذا ما انطبع في أذهان الآخرين عنا على مدى السنوات السابقة التي كانت الحروب تُفرض فيها علينا، والمذابح تنتقل بيننا من بقعة إلى أخرى، ودماؤنا تسيل لتلون وجه الأرض في أماكن مختلفة من الجسد العربي، ولم يصدر عنا سوى الكلام، حتى أصبحنا نُعرَف بأننا ظاهرة كلام فقط ، لا نحسن سوى الشكوى.
ليعذرني السيد بول غريغ روبرتس لاستخدام عنوان مقالته لمقالتي التي كتبها لنظرائه ومواطنيه من الشعب الأمريكي الصديق والموجودة على شبكة الإنترنت ( في أسفل الزاوية تجدون الرابط الالكتروني لمقالته)، هذه مقتطفات مما كتبه الزميل الأمريكي في مقالته موجهاً خطابه للجمهور الأمريكي: "هل تعرف أن إسرائيل منهمكة في تطهير عرقي في جنوب لبنان؟
قضيتنا المركــزية
(أين الاهتمام بقضية فلسطين؟!)· لم أكن أرغب في الحديث في هذه القضية ونحن نعيش هذه الأجواء المشحونة، حيث الاعتداءات الصهيونية المفتوحة على الشعب اللبناني الشقيق· ولكن الوقائع على أرض فلسطين هي التي تجبرني على ذلك، وليسع صدر القراء الذين يملأ صدروهم الحماس لدعم المقاومة اللبنانية ومتابعة أخبارها.