رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 أغسطس 2006
العدد 1740

رسالة
على محمود خاجه
a_m_khajah@hotmail.com

كيف أبدأ؟ وبماذا أبدأ؟ ولماذا أبدأ؟ ولمن أرسل هذه الرسالة؟ لا أعلم، بكل أمانة لا أعلم، ولكن ما أعلمه جيدا بأنني لا بد أن أكتب وأتحدث عن أمر شلّ تفكيري وجعلني عاجزا عن التركيز، فأنا أرى الظلم واقعاً ومستمراً دون أي قدرة لي على الحراك أو التصرف أو عمل أي شيء يكون له الشأن في رفع الظلم أو التقليل منه، إن لبنان هو حديثي وسأبدأ·

إلى السادة الموقرين في مجلس الأمة الكويتي بكم أبدأ: لقد تفننتم في شتم كل من ظلم لبنان فأحدكم وصف الظلمة ب "أبناء الكلب" وآخر وصفهم ب "النغول" وثالث وصف موقف الحكام العرب بالتخاذل· ولن أناقش هذا الاسلوب السوقي في الشتم لأنني لست معنياً بشؤون التربية، ولكن سؤالي ما الذي سيفعله سبابكم للبنان؟ هل سيعيد ضحاياه وأرواحه خلال شهر كامل؟ وكيف لكم أن تصفوا موقف الحكام العرب بالمتخاذل وأنتم من الحكام العرب؟ فإن فرضنا أن 21  دولة عربية يتحكم بها الزعماء دون أي ديمقراطية أو حرية للتعبير، فما أعرفه أيضا أن نواب مجلس الأمة في الكويت هم المشرعون، وأي موقف محلي أو دولي للكويت يجب أن يمر عبركم، فإن كان الموقف متخاذلا فهو يعني أنكم متخاذلون يا مجلس الكلام·

الأخوة في قطر: تفضل وزير خارجيتكم الموقر بانتقاد موقف الحكام العرب ووصفه بالمخزي! فأي كلام هذا الذي تقوله يا معالي الوزير المبجل؟ فأنت تمثل واحدا من الحكام العرب، وبلدك يعتبر من الدول العربية التي فتحت الأبواب على مصراعيها للدولة العبرية في مجال الاقتصاد، فمن تريد أن تخدع بكلامك الشعبوي هذا والذي كما هو واضح لا يعكس واقعاً ما تمارسه قطر، احذر من هذا الكلام فأنت تخاطب أناس يعون ما يدور من حولهم ولا تتنصل من مسؤولية ملقاة على عاتقك كسائر العرب·

أمة العرب: استهلكتم كل أنواع الإستنكار والإدانة اللفظية حتى بتم تبحثون عن مصطلحات جديدة "نستنكر بشدة"، "نشجب بعنف"، "ندين بقوة"، فمالذي سيغيره هذا الكلام فيما يجري؟ ماذا سيفيد هذا الاستنكار لأم لبنانية ذهبت لشراء لعبة لطفلها يلهو بها فعادت باللعبة ولم تجد الطفل؟ هل ستردع كلمة الاستنكار عدوان البرابرة؟ أم أن كلمة بشدة ستلغي وجود الكيان الصهيوني؟!

مالذي ستفعله ملايينكم المرسلة للبنان؟ فإن عمرت جسرا أو شيدت مطارا فهل ستستطيع إعادة الروح للجسد؟ هل ستعيد الأب لأبناءه؟ هل ستجعل الطفل يفرح بلعبته؟ هل تجعل الأم تحتفل بزفاف ابنتها القتيلة·

جمهورية إيران الإسلامية: هددتم برد قاسٍ إذا ما وصل العدوان إلى سورية، فهل سورية وشعبها إخوانكم وأشقاءكم ولبنان وأهله أبناء ···؟ إن الإسلام الذي ترفع جمهوريتكم شعاره يرفض الظلم بأي شكل من الأشكال، فأي إسلام تدعون وأنتم تفرقون بين إنسان وآخر؟ كفاكم عبثا بالمشاعر وتلاعبا بالكلام وتسترا بالإسلام·

إلى أوربا العجوز: نددتم وصرحتم ورفضتم بكل أساليب الرفض والتنديد اللفظية منتهجين أسلوب العرب، فوزيرة الخارجية البريطانية تصف ما حدث بقانا بالأمر المفزع، فمالذي يعنيه لنا فزعك أو قشعريرة بدنك والأطفال قد رحلوا؟ والرئيس الفرنسي أدان بشدة وطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ومالفائدة من ذلك أيضا؟ فأنا أيضا أستطيع أن أطالب بإلغاء الدولة العبرية وأطالب بالحصول على 100  مليون دينار وأطالب أيضا بحصول منتخب الكويت على كأس العالم، فهل ستجدي مطالبتي شيئا دون فعل بهذا الإتجاه؟

الأمم المتحدة: مالذي استفاده لبنان من عضويته لديكم؟ فأنتم تشاهدونه يدمر وشعبه يشرد وأطفاله يمزقون وأصدرتم بعد كل هذا بيانا!

لقد أصدرتم قبل أيام قليلة قرارا يطالب إيران بوقف نشاطها النووي مع نهاية أغسطس بحجة الخوف من أضرار ممكن أن تعود على المنطقة! فأين أنتم من الأضرار الواقعة الآن بالمنطقة؟

إن ما تقومون به لا ينقصه سوى شيء واحد كي يكتمل وهو أن يتغير مسماكم في جميع الأدبيات إلى "الأمم المتحدة من أجل إسرائيل"·

الولايات المتحدة الأمريكية: لا تكفيني الأسطر لإيفاء حقكم ويجب علي أن أقسم هذه الفقرة إلى أقسام حتى أنصفكم·

ولنبدأ بالفاتنة السمراء كوندليزا رايس وزيرة الخارجية فقد سعيت بكل ما أوتيت من قوة لعدم وقف إطلاق النار وأدنت بشدة أسر الإسرائيليين الاثنين، ومع هذا تبسمت أمام عدسات الكاميرا مع أولمرت يوم تدمير قانا واستشهاد27  طفلا من طيور الجنة! وكل ما تفعلينه من بشاعة في السلوك بحجة مطالبة لبنان ببسط سيطرته على جميع أراضيه أو بمعنى آخر قمع حزب الله، وإن كانت هذه هي حجتك فعليك بمطالبة الكيان الصهيوني بضرب ولاياتك المتحدة في المقام الأول، فبلدك العظيم لم يستطع وإلى الآن بسط سلطته على جميع أراضيه فهناك الجماعات التي تقتل وتضطهد وتفرق بين البيض والملونين كما يسمونهم من أبناء شعبك، وجماعات تفرق بين الأصيل والمهاجر مع العلم أنه لا أصيل فيكم إلا الهنود الحمر، وجماعات تفرق بين المسيحي الكاثوليكي والبروستانت وغيرها من التقسيمات التي لا يستطيع بلدك العظيم التحكم بها، فكيف لكم أن تطالبوا بلدا ما بالتحكم بجميع أراضيه وأنتم لا تستطيعون ذلك؟ ففاقد الشيء لا يعطيه·

ولننتقل لرئيس الولايات المتحدة جورج بوش الصغير وقد أثبت بأنك الصغير فعلا، فبلدك الذي طالما طالب بحقوق الإنسان والرفق بالحيوان يرفض برئاستك وقف التشريد والتدمير والظلم والعدوان، فأي حقوق إنسان تدعي وأي رفق بالحيوان تنادي به وقد رفضت احترام الإنسان ولم تقف سوى مع الحيوان، وأنا لا أشتم الصهاينة بهذا الاسم بل أصفهم بصفة تاريخية حقيقة حينما مسخوا إلى قرود·

شعب الولايات المتحدة لا تتعجبوا أبدا من أي عمل إرهابي على بلدكم فسياسات ساستكم لا تزرع سوى الحقد والضغينة لدى الكثيرين، وهذا ما يؤدي بالبعض إلى انتهاج منهج العنف تجاهكم وهو منهج مرفوض بالطبع، فاحذروا مما يصنعه قادتكم بكم·

الكيان المستوطن: لن يجدي معكم الكلام أو الرسائل، فقد أثبتم بأنكم أقوى كيان موجود في العالم، فلا أمريكا ولا الصين ولا أوروبا قادرة على ردع عدوانكم، ولكن على الرغم من قوتكم السياسية إلا أنكم فشلتم وبتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في المواجهة العسكرية المباشرة مع فئة قليلة من المقاومة اللبنانية·

لبنان ياأرض الصمود: لك مني ألف سلام وتحية وياشعب الصمود اعذروا العالم على تخاذله فالمصلحة هي عنوانه ولا شيء سواها ولا ترتجوا سوى الصمود والمقاومة فأنتم الضحية وأنتم الأبطال، واعذريني أيتها الأم المفجوعة واعذرني أيها الأب المنكوب وسامحني أيها الطفل اليتيم فلا حيلة لدي سوى القلم ولا تعبير عندي سوى الألم·

أختم رسالتي بمقتطفات لقصيدة نظمها نزار قباني بعنوان "وجه قانا" قبل عشرة أعوام لتعيد نفسها اليوم وستعيد نفسها غدا وبعد غد:

كشفت قانا الستائر··· ورأينا أمريكا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق··· وتقود المجزرة··· تطلق النار على أطفالنا دون سبب·· وعلى زوجاتنا دون سبب·· وعلى أشجارنا دون سبب·· وعلى أفكارنا دون سبب·· فهل الدستور في سيدة العالم بالعبري مكتوب لإذلال العرب؟

مالذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟·· مالذي تخشاه من فاكساتنا؟·· فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد·· فهو نص واحد نكتبه·· لجميع الشهداء الراحلين·· وجميع الشهداء القادمين·

مالذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع·· وجرير والفرزدق؟·· ومن الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة·· مالذي تخشاه من حرق الإطارات·· وتوقيع البيانات·· وتحطيم لمتاجر·· وهي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب·· بل ملوك الثرثرة·

a_m_khajah@hotmail.com

�����
   

وحدة من الثنتين
يا الحكومة.. يا الخرافي:
عبداللطيف الدعيج
أطفالنا يموتون بصواريخ بوش:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
طريق البارود:
عبد العزيز خليل المطوع
قراءة في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله:
د. نسرين مراد
رسالة:
على محمود خاجه
إننا ظاهرة كلام فقط:
د. فاطمة البريكي
الصهيونية والعروبة نقيضان لا يلتقيان:
د. لطيفة النجار
"ألا تخجل من كونك أمريكيا؟":
د. عبدالواحد محمد الخلفان
الحرب المنسية:
عبدالله عيسى الموسوي
صحيح... من يدفع الحساب؟:
يوسف الكندري
السلوك وحرب لبنان:
فيصل عبدالله عبدالنبي