رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 محرم 1427هـ - 8 فبراير 2006
العدد 1714

بلا حــــدود
سيكولوجية الجماهير
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

الضجة التي أثارها نائب الرئيس السوري السابق "عبدالحليم خدام" في "انقلابه" على حزب البعث الذي كان مظلته طوال أكثر من أربعين عاما من العمل السياسي، تثير أكثر من سؤال حول وعي الجماهير، وقدرتهم الفعلية على التمييز قبل اندفاعهم وراء هذا الزعيم أو ذلك القائد، خاصة بعد أن أصبحت لعبة تبديل الأدوار أشبه بالظاهرة في عالمنا العربي، كانت بدايتها مع "انتفاضة" حسين كامل على حزب البعث العراقي، حين لجأ الى الأردن، وبدأ في الحديث بمفردات ولغة جديدة، آملا أن يمحو بمفرداته الجديدة هذه، مفردات قديمة شاخت معانيها، فكان أن لجأ الى "الانتفاضة"·

والسؤال هنا لا يتعلق بدوافع وأهداف هؤلاء "الخارجين" عن مساراتهم القديمة، وإنماهو سؤال حول مدى استيعاب الجماهير والشعوب لمثل هذه المراوغات، فلو لم تكن هنالك استجابة وقبول من جانب الجماهير "لانتفاضة" أولئك الساسة، لما لجأ هؤلاء لمثل هذه المخارج التي يرون فيها تصحيحا لمواقعهم، وعودة للتغرير بالجماهير، ولكن بأثواب أخرى·

قد يجيب عن مثل هذا السؤال "غوستاف لوبون" المفكر الفرنسي ومؤسس "علم فلسفة الجماهير" الذي يرى أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحدا·· من دون أن تتحمل نقاشها، فما يقوله لها الزعماء يغزو عقلها سريعا فتتجه الى أن تحوله حركة وعملا، وما يوحي به للجماهير ترفعه الى مصاف المثال ثم تندفع به - في صورة إرادية - الى التضحية بالنفس، فهي - أي الجماهير - وبرأي "لوبون" لا تعرف غير العنف الحاد شعورا، فتعاطفها لا يلبث أن يصير عبادة، ولا تكاد تنفر من أمر ما حتى تسارع الى كرهه، بل حتى لو كانت تلك الجماهير علمانية الفكر والهوية، فإنه تبقى لديها ردود فعل دينية، تفضي بها الى عبادة الزعيم، والى الخوف من بأسه·· والى الإذعان الأعمى لمشيئته، فيصبح كلامه دوغما لا تناقش، وبحيث تنشأ الرغبة الى تعميم هذه الدوغما، أما الذين لا يشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء·

لقد قال "لوبون" وقبل قرن من الزمان مقولته الشهيرة بأنه لا توجد الجماهير من دون القائد والعكس صحيح·· إذ لا يوجد قائد من دون جماهير·

غوستاف لوبان الذي عاش في القرن التاسع عشر كتب في الكثير من المجالات والفروع العلمية، وإن كانت شهرته قد انطلقت من خبرته في علم النفس الاجتماعي، لكن نظرياته لا تزال قائمة، ولم يؤثر في مصداقيتها تغير الأيديولوجيات عبر حقب التاريخ المتتابعة·

المثير أيضا، أن تجييش مشاعر الجماهير واستثارتها ليس بالضرورة أن يكون نابعا من مآثر إيجابية للزعامات القائدة، فصدام حسين كان قادرا على استثارة الجماهير تماما كما استطاع الزعيم الهندي "غاندي"، والتاريخ مليء برموز وزعامات قيادية كانت لها بصمات سلبية بحق شعوبها وجماهيرها لكن ذلك لم يمنعها من أن تكون قدوة ورمزا لشعوبها·

يقال دائما بأن هنالك علاقة تعود أو ألفة تنشأ بين السجان ورهينته، ويقال أيضا - وبناء على شواهد تاريخية - إن الشعوب تخلق طغاتها ومعذبيها، ولو لم تكن مثل هذه المقولات صادقة، لما أقنع شخص مثل صدام حسين الملايين من أمة العرب، ولما استطاع (زعيم) مثل معمر القذافي الاستمرار كل هذه السنوات، ولو لم تكن الجماهير مغيبه، لما استمر حالنا المؤسف والحزين·

suad.m@taleea.com

�����
   

سيكولوجية الجماهير:
سعاد المعجل
يريدونها جرائد "كوبنهاغن اليوم":
حسن العيسى
حول معركة "الرسوم":
سعود راشد العنزي
"هيهات منا الذلة":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حين نخسر أنفسنا ويفوز الوطن:
شعاع القاطي
هذا دنماركي قاطعوه :
يوسف الكندري
أبو الدستور وأبو الإصلاح:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
من صفات الحاكم..:
علي غلوم محمد
من الطفولة البائسة الى الجحيم:
د. حصة لوتاه
البقاء للوطن والإنسان!!:
د. محمد عبدالله المطوع
أوروبا تدين إسرائيل(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الشعب سيحاسب مجلس الشعب:
مسعود عكو
أمنيات العهد الجديد!:
محمد جوهر حيات
الرئيس المصلح والشعب الصالح:
فيصل عبدالله عبدالنبي
انفتاح اقتصادي ومواطن "حافي"!:
عبدالخالق ملا جمعة