هل يعود زمن عبدالله السالم طيب الله ثراه·· وهل نعيش مرحلة "أبو الدستور" وما صاحبها من نهضة دستورية وقانونية وثقافية؟! إن هذا المقال ليس لعمل مقارنة بقدر ما هو نظرة مستقبلية متفائلة، أستطيع أن أقول وبكل فخر، نعم فكل الدلائل والإشارات تدل على أننا مقبلون على مرحلة تشبه تلك المرحلة التي تولى فيها الشيخ عبدالله السالم إمارة البلاد· فالكل متفائل وجميع القوى السياسية والنخب الوطنية تشعر بأن مرحلة سيادة القانون قادمة لا محالة، فمن ضمن تلك الدلائل التي تبعث على التفاؤل علاقة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بأمير الكويت الراحل عبدالله السالم، فالذي نعرفه أن سمو أمير البلاد وفي بداية عمله قد ارتبط ارتباطا وثيقاً بالشيخ عبدالله السالم وكان لصيقا به دائما، وأن الشيخ عبدالله قد شعر وأحس بحكمة وفراسة سمو الأمير فأسند له بعض الإدارات والوزارات المهمة وقد كان سموه عند حسن الظن ونجح نجاحاً باهراً وأكبر دليل على ذلك، النجاحات البارزة لسموه إبان ترؤسه وزارة الخارجية ورسمه للسياسة الخارجية الكويتية لفترة طويلة، وقد توجها برئاسة مجلس الوزراء لفترة ليست بقصيرة استطاع فيها سموه أن يحقق جملة من الأمورلعل أهمها تشخيصه لحالة الفساد السائدة، وطرحه لمفهوم ورؤية الإصلاح، وعلى جميع المستويات وهذا يدل على رغبة حقيقية بعلاج المرض المزمن الذي أصاب الإدارات فترة من الزمن·
في تصوري أن هذا العهد الميمون هو عهد إصلاح وتنمية ورخاء·· وهذه هي قناعتي الراسخة التي لن تتزحزح قيد أنملة لأن تاريخ سموه الحافل بالإنجازات يشعرنا بالثقة والاطمئنان بأن مستقبل البلاد في أياد أمينة، ولعله في قادم الأيام سنجني ثمار هذا الإصلاح بشرط أن يعي الجميع مسؤولياته لأن خذلان سموه جريمة لا تغتفر وفي تقديري أيضا أنه ليس هناك أي عذر لأي حكومة قادمة إذا ما تقاعست أوأخفقت في تطبيق القانون، فهي تستمد قوتها ودعمها من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لذلك وإذا كان التاريخ قد سجل للمغفور عبدالله السالم طيب الله ثراه بأنه أبو الدستور·· ففي اعتقادي بأن التاريخ سيسجل لسمو الأمير بأنه أبو الإصلاح ونستطيع أن ننشد ونغني من اليوم: بدأ الإصلاح من يوم جاءنا صباح· |