أعدت بعثات دول الاتحاد الأوروبي الـ 25 في إسرائيل تقريراً حول ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس حيث اتسمت بتوجيه نقد لاذع وغير مسبوق لهذه السياسات مما أثار موجة استياء لدى الحكومة الإسرائيلية التي مارست ضغوطات على الإدارة الأمريكية التي أقنعت دول الاتحاد الأوروبي بعدم نشر التقرير حيث تم سحب مسودة التقرير في 2005/12/10م من التداول المحدود بين مجموعة من المتخصصين·

وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بعضاً مما جاء في التقرير في عددها الصادر في 2005/12/16م ولأهمية هذا التقرير فإننا نستعرض أهم ما جاء فيه بالرغم من أن محتوى التقرير يعتبر تقليديا ويعرف تفاصيله المتابع للأحداث في فلسطين المحتلة ولكن تنبع أهميته من الجهة التي قامت بإصداره وهي جهة تعتبر حليفا تقليديا لحكومة الإرهاب الإسرائيلي·

جاء في التقرير عرض تاريخي لمكانة مدينة القدس وأهميتها بالنسبة إلى العرب ووضعها القانوني والسياسات التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية والتي سينتج عنها استحالة الوصول لحل نهائي لوضع المدينة في أي مفاوضات سلام مقبلة· ومن أهم هذه الممارسات غير القانونية بحق المدينة المقدسة: (الاقتراب من إكمال الحاجز المحيط بالقدس بعيداً عن الخط الأخضر، بناء وتوسيع المستوطنات، هدم منازل الفلسطينيين، تعزيز متشدد لقواعد فصل الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية عن سكان الضفة الغربية، التمييز في سياسة فرض الضرائب بين الفلسطينيين والإسرائيليين )·

ويخلص الجزء المعني بوضع المدينة المقدسة للقول إن أنشطة الحكومة الإسرائيلية في القدس تشكل ( انتهاكاً لالتزاماتها الخاصة بخطة خريطة الطريق وللقانون الإنساني، وقد أوضحنا نحن وغيرنا في المجتمع الدولي مخاوفنا في العديد من المناسبات على نحو فعال )· ولنا وقفة أخرى مع التقرير الأوروبي في الأسبوع المقبل·