على مدى السنوات الماضية، كتبت العديد من المقالات عن دولة الإرهاب الإسرائىلي وكيف أن الإرهاب استطاع أن يؤسس دولة في أرض فلسطين، تدافع عنها القوى العظمى، وتتجاهل القوانين الدولية بسبب هذا الدفاع المستميت·
وفي الأسبوع الفائت فقط، نشرت الكثير من التقارير الدولية بل حتى الإسرائيلية التي تتحدث عن ممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين الأبرياء في وقت تشهد فيه المنطقة هدوءا نسبيا فرضته بعض المعطيات الدولية والفلسطينية الداخلية·
فالأرقام التي نشرت تشير أن إسرائيل ومنذ انتهاء قمة شرم الشيخ الرباعية التي تعهد فيها شارون بوقف الأعمال العدائية ضد الفلسطينيين قد ارتكبت 5800 انتهاك للهدنة، وقتلت 40 فلسطينيا وأصابت 400 آخر، واعتقلت حوالي 1000 فلسطيني، بالإضافة الى هدم منازل العشرات وتجريف مئات الأمتار من الأراضي الزراعية والممارسات اللاإنسانية ضد المدنيين عند عبورهم للحواجز العسكرية·
كما كشف تقرير منظمة العفو الدولية المنشور مؤخرا أن ممارسات جنود الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين لا يمكن وصفها إلا كونها (جرائم حرب مخالفة للقانون الدولي) وحفل التقرير بعشرات الأدلة الموثقة التي تفضح إرهاب الدولة الصهيونية·
كما نشرت منظمة (بتسليم) الإسرائىلية تقريرا أكدت فيه أن عمليات القتل التي ينفذها الجيش ضد المدنيين لا تخضع للمعايير الأخلاقية والقانونية حيث رصدت المنظمة 89 حالة إعدام غير قانونية ضد مدنيين أبرياء·
وأخيرا، فقد كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائىلية في عدد 3/6 الفائت عن قيام جنود إسرائيليين بأوامر من قادتهم بقتل 15 رجل أمن فلسطينيا عام 2002م عن حواجز في قطاع غزة ونقلت الصحيفة عن الجنود المشاركين بالعملية أقوالا شاذة من قبيل (لذة قتل الفلسطينيين) و(راحة الضمير) بعد القتل مما يؤكد أن الإرهاب سياسة منهجية وليست تصرفات فردية أو محدودة وإن دولة لم يتول قيادتها منذ نشأتها إلا السفاحون القتلة تستحق أن يطلق عليها بامتياز لقب (دولة الإرهاب)·
abdullah.m@taleea.com |