قرأت ولمرات عديدة مذكرات المرحوم خالد سليمان العدساني سكرتير مجلس الأمة التشريعي الأول والثاني، والحقيقة في كل مرة أعيد قراءة هذه الوريقات بحسب تسميته تراودني عدة أمور منها، ما هي المحظورات التي يتم على أساسها منع جزء أو مرحلة مهمة وحساسة من تاريخ الكويت السياسي مرحلة لا أبالغ إن أسميتها بمعركة بين الكويتيين من الإصلاحيين وبين حكامهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة؟!
لماذا يحجب تاريخ كامل عن جيل لم يعايش أو يعاصر تلك الحقبة الحرجة، والتي لولا ما تخللها من أحداث وتداعيات لما كنا ننعم الآن بدستور وحرية وديمقراطية ومجلس أمة إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: ممّ تخشى أو تخاف الرقابة؟ هل من عدم إطلاع أفراد الشعب على تلك المذكرات أم غيرها من الكتب التاريخية التي لا تزال ممنوعة، والتي يُذكر فيها تاريخ الكويت السياسي بكل مصداقية ومن دون مجاملة أو تحريف، مع العلم أنه من المتعارف عليه أن الوثائق والأسرار تحفظ لفترة زمنية معينة، وبعد ذلك يسمح بنشرها وتوزيعها والاطلاع عليها؟
إن تاريخ الكويت السياسي للكويتيين جميعا يتداولونه جيلا بعد جيل فهو موجود في صدور الرجال وليس ملكا لأحد، أفرادا كانوا أم حكومات فالأشخاص زائلون وتبقى الأحداث والمواقف هي الخالدة في تاريخ الشعوب·
لقد كان لثقافة وانفتاح واطلاع أولئك الرجال الوطنيين الذين عاصروا تلك الفترة من الزمن (والذين أطلق عليهم ما يسمى القوى الوطنية) وتحفزهم للمطالبة بحقوقهم التي فقدوها في السابق، أقول كان لأولئك الدور الرائد في تكوين مؤسسات المجتمع المدني، فلولا عزيمة وجهود وإصرار هؤلاء الرجال ما كان لدينا دولة مؤسسات وما كان ذلك ليتم لولا وجود الشيخ الحكيم وحمامة السلام وأبو الدستور المغفور له عبدالله السالم طيب الله ثراه·
باعتقادنا يجب إعادة كتابة تاريخ الكويت السياسي الحقيقي من جديد والسماح بنشر كل تلك الأحداث والتداعيات والمواقف بأدق تفاصيلها بل تدريسها كمادة في أحد مقررات وزارة التربية ليعلم جميع الكويتيين أن لهم تاريخا سجله ووضعه رجال بأحرف من نور حكاما ومحكومين·
أخيرا:
يبقى السؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل لدينا اليوم في هذا البلد رجال يتمتعون بالحكمة والعزيمة والصبر مثل أولئك الرجال؟!
هل لدينا رجال يستطيعون أن يقولوا للسلطة لا إذا ما انحرفت أو تقاعست عن تطبيق الدستور؟!
هل لدينا رموز وطنية يمكن الرجوع إليها إذا ما فقد الشعب حقا من حقوقه الدستورية؟!·
إن الزمن غير الزمن والرجال غير الرجال والظروف غير الظروف وإلى أن تتغير الأحوال ويظهر لنا جيل يتمتع بتلك المواصفات التي كانت موجودة في أولئك الرجال·· الله يستر علينا من الآتي؟!
** لماذا لا يستقيل رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية فما حصل للكرة الكويتية في عهديهما كارثة بكل المقاييس؟! |