الصمت العربي عما يحدث في العراق الشقيق هو أمر مستغرب وملفت للنظر، فالقتل الجماعي أصبح يوميا، والمقتولون هم من المدنيين سواء منهم المتسوقون في الأسواق أو المصلون في المساجد أو عابرو السبيل·

فالقتل أصبح عشوائيا، المهم أن يقتل بعض الناس في الشوارع العراقية وليس المهم أين؟ أو من هم؟ وهنا يبرز السؤال الأهم؟ هل من يقوم بهذا الفعل هم عراقيون؟ أم أنهم عرب جاؤوا باسم الدين تارة وباسم نصرة الدكتاتور صدام حسين تارة أخرى؟ القتلة من الواضح أنهم لا يملكون أي شعور إنساني ولا ينتمون الى دين أو أخلاق بل هم قتلة مأجورون عشعش الشيطان في عقولهم فهم لا يفرقون بين إنسان وآخر، بل الكل يجب أن يموت ليثبتوا أن ليس هناك أمن في العراق·

إذا هناك عرب يقتلون ويقاتلون ضد الشعب العراقي وقد احتفل أهلهم في الدول العربية بموتهم، فما الذي عملته حكومات هؤلاء المقاتلين لإيقاف تسربهم الى داخل العراق؟

ألم يعلموا أنهم وبعد انتهاء دورهم في العراق سيعودون الى بلادهم كما فعل العرب الأفغان بعد حربهم للسوفييت في أفغانستان ليعيثوا فسادا في بلادهم؟

الظلم ظلمات في الدنيا ويوم القيامة ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، لذلك فإن الخطوة المقبلة بعد العراق قد تكون تكرار سيناريو العرب الأفغان مع حكوماتهم، فهؤلاء العرب قد تعلموا على رؤية الدم وسفك دماء النفوس البريئة وهم لن يتورعوا من ممارسة هذه الأعمال الشيطانية في بلادهم إذا رجعوا إليها، فهل من حكماء يقرؤون المستقبل ليوقفوا هؤلاء القتلة قبل أن تقع الفأس بالرأس وحين ذاك ولات حين مندم؟!