لا شك أن إيران من الدول الإسلامية ذات التعداد السكاني الهائل والبعد التاريخي القديم في المنطقة، حيث تشهد هذه الأيام انتخابات رئاسية فيها أو بمعنى آخر النزاع القائم على السلطة بين الإصلاحيين ووعودهم لشعب وبين المحافظين وعودتهم للسلطة كأحزاب رئيسية في إيران تسعى للسلطة·
في إيران يعيش نحو أربعين في المئة من الشعب تحت خط الفقر الأمر الذي جعل القوى السياسية المتنافسة تضع بعين الحسبان الجانب الاقتصادي على اعتبار أنه هو الطعم الذي يجلب أصوات الناخبين خصوصا في التجربة الانتخابية الأخيرة حين لعب مرشح الإصلاحيين (خاتمي) على البعد الاقتصادي أثبت نجاحه وبجدارة وهذا ما يصبو إليه مرشح المحافظين (رافسنجاني) في كسب أصوات الناخبين· تاريخيا خسر الشاة السلطة بأكملها حين حاول دمج الاقتصاد الإيراني بالاقتصاد العالمي آنذاك وما حصل فيها من تطورات ما زالت تداعياته حتى يومنا هذا إذاً المفصل في الرئاسة هو كيفية التعامل مع حاجات الناس الأساسية وكيفية تعامل السلطة معها فدائما نجد الانتخابات الإيرانية مرتبطة بوعود قد تتحقق وقد لا تسعفه (الرئيس) الظروف كي يحققها مثل خاتمي حين تعامل مع ملف العملة الإيرانية وجد معارضة شديدة من قبل المحافظين لتقاسمهم مراكز اتخاذ القرار الاقتصادي لذلك تجد أن طبقة ما يعرف (بالبازار) وهي طبقة تجار السوق وتحالفهم مع المحافظين أعطت دفعة اقتصادية قوية لحزب المحافظين الأكثر حظا لتولي ولاية جديدة، أما حزب الإصلاحيين فإن طبقة الشباب ورغبتهم في التغيير أعطتهم دفعة اجتماعية قوية نظرا لما يرونه من انفتاح تم على أيدي الإصلاحيين الأقل حظا لتولي ولاية جديدة، لذلك تجد أن جميع الأحزاب تعمل بماكينة إعلامية جبارة تستطيع أن تؤثر على سلوك المواطن الإيراني لما تطلقه من شعارات ووعود وأمنيات ينشدها الشباب الإيراني·
أيا كانت التحالفات والنزاعات على السلطة في إيران فلا بد لها من الإحاطة الكاملة بالضغوط والمستجدات التي تواجهها إيران منها: الملف النووي، وعملية المد والجزر مع وكالة الطاقة الذرية التي تدخل معها أحيانا الخارجية الأمريكية بالإضافة الى ملف التفجيرات الأخيرة عند الأقليات كل هذه الأمور وغيرها تشكل عبئا على مرشح الرئاسة الجديد في الجمهورية الإيرانية·
obo_mansoor76@hotmail.com |