مات في الأمس وسيموت في الغد كل الذين يسيرون في عكس الاتجاه سيموتون كما مات غيرهم من الذين ذهبت عقولهم واستخفوا أشد الاستخفاف بحياتهم·
مات في الأمس وبكى عليه رفاقه وإخوانه وتساءل ولده الصغير أين أبي··؟ متى سيعود؟ متى سنلتقي؟ أما زوجته فظلت تندب الرحيل حتى جاءت اللحظة المبكية ودخلت والدته والأحزان تسكن بعينيها·
وعندما تنفس الصبح سار خلف النعش آلاف من البشر إلا أصدقاءه لم يسيروا خلف النعش بل ساروا حول السموم وهكذا يموت كل من يتعاطى السموم·
دقيقة تفصل بين النهار والظلام مثل هذه الدقيقة تفصل بين حياة الأمس واليوم كل الذين يتعاطون المخدرات كانوا قبل لحظة التعاطي في حالة من الثبات والاتزان أما اليوم فلقد أصبحت الحياة أشبه بالعدم عندهم·
الآلاف من القصص فهل من معتبر؟ هل يتنازل المتعاطي عن عرضه مقابل إبرة تقتله في عالم المخدرات الذي تنعدم فيه القيم والمبادئ فلا رأفة بينهم ولا رحمة عندهم والصديق في شرعهم هو الذي يساعدك على الضياع والانحراف هو الذي يسلبك حريتك ويأخذ راحتك ويهدم عليك سعادتك، هل تريد الموت لتبقى جثة دون أن تدفن؟
هل تريد أن تخسر والدتك الحبيبة؟ هل تريد أن تكون منبوذا بين الناس؟ مهما تكن الإجابة احذر الدخول واسأل نفسك لماذا يلجأ الذين يتعاطون المخدرات الى الانتحار وهم يدعون السعادة بل إن أحد التائبين يقول "كنا في عالم يشبه عالم الحيوانات فلا نعرف السعادة ولا نشعر إلا بالألم" ويقول أحدهم "كان إذا مات فرد من الذين يتعاطون معنا أول ما نفكر في كيفية التخلص منه لا في كيفية دفنه والصلاة عليه"·
ورغم أن عالم المخدرات عالم غريب يمور بالقذارة والفساد إلا أننا نأسى على ضياع الكثير الكثير من الذين سلموا حياتهم الى من لا يؤتمن له·
وقفة
لا ترحل من واقع اليوم الى هموم الغد ولا تتهرب من المواجهة بل تشجع في تحمل ما يمر بك اليوم على أمل التخلص منه في الغد ولا تلجأ الى المخدرات لأنها تأخذ من عقلك الكثير وتجعلك لها أسيرا وإذا أردت فالجأ الى رب العباد واحرص على مصاحبة الأبرار واحذر مصاحبة الأشرار ولا تخدع نفسك فاللذة تزول ويبقى الألم والعمر يرحل ولاذنب باقيا لا يرحل والحياة جميلة رغم غرائبها·
لذلك يجب الانتباه والمحافظة على أبنائنا والتمسك بالمبادئ والقيم وأخيرا محاربة هذه الآفة الخطيرة ليس ضربا من ضروب المستحيل بل يتحقق من صميم الذات ومن داخل النفس فقط نحتاج عقولا واعية توجه وتوعي· |