رغم أن اسم الشيخ أحمد الفهد ارتبط كثيرا بالتحالف مع قوى الردة وبالذات مع السلفية العلمية أحد الفروع العاملة للقاعدة إلا أن تصريحه يوم أمس الأول أعجبني، فهو تصريح مسؤول وضع كما يبدو مصلحة الكويت قبل أي مصلحة، وتفهم بوضوح مدى خطر التطرف وامتداداته، ولا يمكن إلا تسجيل ذلك له· في المقابل ومع الأسف فإن تصريح السيد رئيس مجلس الأمة لم يكن موفقا على الإطلاق، بل هو كما بدا لي يخدم الإرهاب والإرهابيين من خلال التقليل من مخاطر الوضع ومن عمق وفداحه الأمر· السيد رئيس مجلس الأمة يحث بشدة حسب الزميلة "الوطن" على "وجوب معالجة الحوادث الأمنية بحكمة وترو وعدم المبالغة في ردود الأفعال تجاهها وحصرها من خلال الحرص على التوعية والتوجيه وإبراز الخطأ الذي حصل·
"خطأ" يعني الجماعة طالعين رونغ سايد وبس·· أو يمكن صافطين غلط "هكذا ببساطة·· خطأ·· أم جريمة بحق الوطن وتهديد لأمنه ونظامه وكيانه··!! بل إن الرئيس يمضي في التهوين من الأمر والتقليل من الخطر أو "الخطأ" حسب تعبيره عندما يصف ما حصل على أنه "جهل من مجموعة تم التغرير بها مشيرا إلى أن الأمر محدود إلى أبعد حد" محدود إلى أبعد حد·· من صجك!! أعتقد أن السيد الرئيس لم يسمع بمعركة أم الهيمان ولم يعلم أننا خسرنا حتى الآن سبعة من رجال القوات المسلحة بين قتيل وجريح وفي خلال ثلاثة أيام فقط!!·
تصريح السيد رئيس مجلس الأمة يذكرني بتصريحات ومواقف نواب "التأسلم" السياسي عن حادثة طالبة التجاري، فالكل هنا وهناك حاول جاهدا أن يهون الأمر وأن يحتوي الردة والغضب الرسمي والحكومي وأن يكسب ما يعتقد أنه الشارع الإسلامي أو النواب المتأسلمين في حالة السيد الرئيس· ما يحدث الآن معركة حقيقية والغافل من المفروض أن يوقظه هدير المصفحات ولعلعة الرصاص في أم الهيمان والمتهاون من المفروض أن يعيد النظر بعد المواقف المتشددة والصارمة للمتطرفين· المتطرفون أو المجرمون ليسوا من المغرر بهم بل هم المنبع والأصل للتطرف والإرهاب·
انتماءاتهم أبدية وخياراتهم محسومة ونواياهم حقيقية، المجرمون الذين وجهوا الطائرات إلى المباني لم يتراجع أحد منهم، والمجرمون الذين قادوا السيارات المفخخة لم يفكر أي منهم مرتين، منذ اغتيال شاه مسعود برباطة جأش وثقة وحتى اليوم يثبت المتطرفون الدينيون أنهم من أشد الناس إخلاصا لما يفعلون وأكثرهم وعيا به وبتبعاته، لذا فإن مواجهتهم تتطلب الحسم ذاته والتصميم والإصرار ذاتيهما وليس التهوين أو التقليل من الخطر الذي أبداه السيد رئيس مجلس الأمة·
***
أعتقد أن الكويتيين جميعا مدينون بالشكر للسيد طليق العتيبي، فحسه الأبوي والتزامه الوطني قاده إلى كشف الجناة والإرهابيين قبل أن يرتكبوا ما قد يثكل أمهات ويروع آباء· مخططات الإرهابيين كانت الاعتداء على الناس "الكفار" في كل مكان وبالذات في حفلات هلا فبراير، لست راجما بالغيب ولكن لدي قناعة بأن السيد العتيبي أنقذ قريبا أو صديقا لي·· فشكرا بوفواز· |