رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 ذو القعدة 1425هـ - 29 ديسمبر 2004
العدد 1659

بلا حــــدود
قمة الجسور الخليجية
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

انتهت قمة مجلس التعاون الخليجي كما بدأت!! بيان يستعرض مشاريع أصبحت أبعد عن التحقق من الأحلام ذاتها!! حتى لقد اعتاد المواطن الخليجي على ذلك التكرار الممل الذي غالباً ما يُذيل بيان القمة الختامي، فالجزر الإماراتية من ثوابت مجلس التعاون الخليجي، والسوق الخليجية المشتركة مقبلة حتماً بل هي واقع سيحل مع العام 2007·· أما العملة الموحدة والاتحاد النقدي فسينتظرها المواطن الخليجي في العام 2010!! وكالعادة فقد جاء نصيب الإرهاب من القمة الخليجية في شعارات وتصريحات وتطمينات لا تعكس أبداً الواقع الحالي، وستعمل كذلك الجسور التي سيتم إقامتها بين دول مجلس التعاون على زيادة الروابط الخليجية· حيث سيتم إنشاء جسر بين قطر والبحرين، وجسر بين الدوحة وأبو ظبي·

وأيضا جسر بين قطر والإمارات·· وكلها مشاريع تشكل قمة التكامل المنشود بين دول المجلس!·

تلك كانت خلاصة اجتماع القمة الخليجية الأخير·· والتي لم تأت بجديد يذكر بخلاف مشاريع الجسور تلك والتي كان الحضور يأمل أن تحقق التكامل المنشود!! ولكن هل حقاً أن الشعوب الخليجية لا تفتقد إلا الجسور الإسمنتية ليتحقق حلمها بالانصهار في كيان واحد، وهل يسبب غياب تلك الجسور في تعطيل مشاريع كالعملة الواحدة·· والمناهج التعليمية الموحدة·· والسياسة الخارجية المتعاونة، والسوق الخليجية المشتركة، والجيش الدفاعي الموحد·· وغير ذلك من مشاريع متجمدة داخل أروقة اجتماعات القمم الخليجية المتعاقبة منذ إعلان مجلس التعاون الخليجي؟؟

في أحد أعداد مجلة "أبواب" التي تصدرها دار الساقي للنشر·· فقرة تتحدث عن الجسور في التاريخ البشري، حيث تقول: "إذا شئت أن تعبر إلى جهة أخرى·· عبرت جسرا·· وحين تريد أن تتصل بالآخر·· وتصل إليه تمد الجسر نحوه·· أو تلاقيه على الجسر الممدود·· فإذا اخترت أن تقاتله·· أو تحاصره·· أو تحمله على الاستسلام أحرقت الجسور التي كانت تربط وتوصل·

والجسر يردم الهوّة·· فيجعلها أرضا سوية·· وقد تقيم تحته مياه هائجة، وقد توجد على طرفيه أراض يعبث بها العنف والخراب·· لكنه يلوح أشبه باحتمال الأمل وسط هذا وذلك· مرتفعاً عن هيجان الماء حائدا عن اشتباك الضفتين·· فحين يسكت الحقد·· يعاد إليه الاعتبار الذي فقده في زمن الجنون السابق·· وينتبه المعنيون إلى أنهم يملكون كنزا ثميناً· لهذا قيست الحضارات العظيمة بالجسور التي بنتها·· أما الذين انتحروا برمي أنفسهم من فوق جسر·· فأعلنوا عجزهم عن الاتصال وهم على مقربة من رمزه الأبرز"·

الجسور إذا وحدها·· لا يمكن أن تنشىء علاقة·· أو ترسخ تعاوناً·· أو تبني مشاريع·· مالم يصاحبها أولاً تصميم على ذلك التعاون·· وعزيمة على إرساء دعائمه وتحقيقه، واقتناع تام بجدواه بل وبحتميته!!·

وذلك هو جل ما يفتقده المجتمعون في مؤتمرات القمم الخليجية المتتابعة!! والتي أصبحت تمد جسوراً في الهواء لترسيخ الخلافات والانشقاقات!!

هنالك شعور واضح بعدم الثقة ساد العلاقات الخليجية - الخليجية·· وهو ما جسدته القمة الأخيرة·· ولمسه المواطن الخليجي·· والذي يبدو أن اليأس من متابعة تلك المؤتمرات قد دفعه للانصراف عن متابعة المؤتمر الأخير·· والاستمتاع بدلا من ذلك بمتابعة مجريات كأس الخليج التي أقيمت في قطر!!

لقد عقد الكثيرون الأمل في أن تخرج قمة التعاون الخليجي الأخيرة من دائرة البيانات الحماسية·· والتوصيات المكررة·· وأن تكون بحجم التحديات الشرسة التي تحيط بدولها من كل جهة!! فالإرهاب، والبطالة والمناهج التعليمية والتنمية والديمقراطية كلها قضايا لم تحظ باهتمام القمة كما حظيت خلافات الرؤى والسياسات داخل دول المجلس!!

مؤتمر القمة إذا·· بحاجة أولا إلى بناء علاقات متينة وراسخة بين دوله وذلك قبل مد الجسور الإسمنتية·· والتي من السهل جدا حرقها·· أو هدمها إذا لم تشيدها أهداف موحدة·· ورؤى منسجمة ومشاريع مستقبلية واحدة·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

قمة الجسور الخليجية:
سعاد المعجل
صرامة القانون في الحرب والسلم:
محمد بو شهري
ثوابت الأمة!:
فهد راشد المطيري
مضمون كنسي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
متاهات الحوار:
عامر ذياب التميمي
وزارات السيادة الدينية:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(2-3):
د. محمد حسين اليوسفي
الإرهاب يواجه بالمقاومة:
عبدالله عيسى الموسوي
"أبو الحسن ورحيل الشجعان":
د. سامي عبدالعزيز المانع
هكذا شعب يستحق هكذا برلماناً:
فيصل عبدالله عبدالنبي
وعفا الله عما سلف
حقيقة اختراق الشبكة:
عبدالحميد علي
انتهازيون لا عهد لهم ولا ميثاق:
يوسف مبارك المباركي
فقدان النصاب "المقصود":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
فرنسا و"المنار":
رضي السماك