يدور الجدل أحيانا بين بعض المثقفين حول سلبيات وإيجابيات الغرب، لا شك أن السلبية الكبرى التي نتفق عليها نحو الغرب، هي افتقارهم للعدالة تجاه أشقائنا في فلسطين المحتلة، أما إيجابيات الغرب، نلاحظ أن الآراء حولها متضاربة، منها العلمي ومنها غير العلمي، فعندما يزعم بعض المثقفين بأن الغرب هو السبب الرئيسي لبلاءاتنا وتأخرنا عن ركب التقدم والتطور، يتضح أنهم يغفلون أو يتعمدون عن قول الحقيقة الواضحة، ويريدون أن يعيبوا الغرب والعيب فيهم، "فكيفما نكن يول علينا" و"أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فلنكن واقعيين ولنتحل بقليل من الشجاعة ولنعترف بالحقيقة، ولو كانت مرة علينا، وكما هو معروف أن الغرب يتفقون علينا في أمور كثيرة وعلى مختلف الأصعدة، ومن الأسباب الرئيسية في تقدمهم علينا هو التزامهم الكبير بالديمقراطية وبمؤسسات المجتمع المدني واحترامهم للنظام والقانون حكاما ومحكومين، وفي الغرب لا توجد فوارق كبيرة بين مختلف فئات الشعب، وقضية التميز والطبقية لا تبدو واضحة جلية، وإن وجدت تكون كحالات شاذة أو نادرة، وطبيعة الشعوب الغربية الدقة والبساطة والمرونة في التعامل، ولا يكترثون لتوافه الأمور، وإليكم بعض الأحداث التي وقعت في عهد رئيسين أسبقين للوزراء في أوروبا·
ونستون تشرشل Sir Winston Churchil الجندي والمؤلف ورجل الدولة الأول ورئيس الوزراء الأسبق لبريطانيا، إن هذه الشخصية السياسية ذاع صيتها إبان الحرب العالمية الثانية، وسيرة هذا الرجل تكمن بأنه تقلد مراكز سياسية كثيرة وعليا لدى الجناحين الليبرالي والمحافظ وذلك قبل نحو سبعة عقود من القرن الماضي، حتى وافته المنية في عام 1965·
بعد هذه المقدمة الموجزة عن تشرشل، هناك أمران قد حدثا إبان الحرب العالمية الثانية، الأول: حينما كانت تسقط الصواريخ من قبل دول المحور على لندن في تلك الحرب الضروس، أصدر تشرشل أوامر شديدة اللهجة لطاقمه الحكومي بأن يتخذوا الحيطة والحذر في تبادل الرسائل بحيث لا يتخللها أي أخطاء لغوية، أضف الى ذلك أصدر أمرا آخر بالاهتمام ببعض الشتلات المعرضة للسقوط في قلعة وندسور، تصوروا مدى الجدية والصرامة حتى في الصغير من الأمور والتي لا تخطر على البال حتى في أحلك الظروف، بالمقابل نحن الآن بالألفية الثالثة وفي زمن السلم، نغرق بأشكال متعددة ومختلفة من الفساد، وما زالت الجماعات المتسربلة برداء الدين تضحك على البعض وتستغل أبناءهم من أجل مصالحها المشبوهة·
الشخصية الأخرى التي بودي أن أتعرض لها هو رئيس الوزراء السابق لفرنسا آلان جوبيه، مشكلة هذا الرجل أنه اشترى شقة باريسية بسعر أقل من سعرها الأصلي وذلك قبل ستة أعوام، فجاءت هذه القضية بعنوان الرشوة في القانون الفرنسي، وتناقلتها مختلف وسائل الإعلام لديهم، حتى تبين أن القضية مفتعلة من قبل أعداء جوبيه، مرة أخرى تصوروا·· تقوم الدنيا ولا تقعد بسبب شقة صغيرة لا تذكر، وبالمقابل في العالم الثالث يوجد فيه من يأتي على الأخضر واليابس ولا أحد يستطيع محاسبتهم أو حتى ينبس ببنت شفة عن سبب ثرائهم الفاحش·
ولا أخفي سرا ما حدث مؤخرا مع وزير الداخلية البريطاني الكفيف ديفيد بلانكيت، حينما قدم استقالته بسبب سوء استخدامة لسلطاته، من خلال منح مربية ابنه سمة الإقامة قبل مرور المدة المحددة لها، وكذلك توظيفه لاثنين من رجال سوكتلند يارد في مراقبة صديقته!
* * *
(الخوف من شبح الديمقراطية عند البعض)
رئيس الحركة الدستورية العراقية الشريف علي بن الحسين قال: إن هناك مؤسسات دينية سعودية إيرانية وسورية، تدعم التسلل للعراق خوفا من الديمقراطية!!
freedom@taleea.com
|