رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 ذو القعدة 1425هـ - 29 ديسمبر 2004
العدد 1659

ثوابت الأمة!
فهد راشد المطيري
fahad@taleea.com

هناك مصطلحات تستعمل بكثرة من خلال أجهزة الإعلام وتردد إلى درجة تقبل الناس لها من دون أدنى تحليل لماهية هذه المصطلحات وما تعنيه بالضبط· "ثوابت الأمة" هو أحد هذه المصطلحات، وهذا المقال هو محاولة لتسليط الضوء على ركن مظلم من الوعي الجمعي يعرف بـ "ثوابت الأمة"!

أول دلالة مباشرة لهذا المصطلح تشير إلى أن ثمة أمة من الأمم، وأن لهذه الأمة ثوابت، أي مكونات وخصائص لا تتأثر بحركة الزمن ولا تتغير بتغير المكان! هنا يكون السؤال التالي مشروعا: هل هناك شيء في هذا الكون الفسيح غير قابل للتحول؟ بمعنى آخر: هل ثوابت الأمة هي ثوابت فعلا أم أنها قابلة للتأثر بحركة التاريخ؟

الدين - الإسلام تحديدا - يقدم لنا من قبل البعض على أنه أحد هذه الثوابت، لكن أي نظرة عقلانية في التاريخ الإسلامي تبرهن على أن الإسلام، تماما كبقية الأديان الأخرى، قد تعرض بالفعل إلى تغيرات جذرية نتيجة الصراعات السياسية من جهة، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، لنضرب بعض الأمثلة ونقول إن الصراع على السلطة بين المسلمين لم يكن موجودا في عصر الرسول بل بعد وفاته مباشرة، وتوارث الخلافة لم يكن  له وجود صريح في عصر الصحابة بل بعد هذا العصر مباشرة، وإسلام أهل الأندلس والمغرب العربي لم يكن هو نفسه إسلام أهل الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام· لو كان الإسلام دينا غير قابل للتغير، لما قال الرسول "طوبى للغرباء"! لو كان الإسلام دينا غير قابل للتغير، لما ظهر من تحت عباءته كل هذا الكم الذي نراه من ملل ومذاهب، بل لما ظهرت مؤشرات إلحادية صريحة من قبل أفراد أثروا كثيرا في الفكر الإسلامي!·

العادات والتقاليد الاجتماعية هي الأخرى تقدم لنا من قبل البعض على أنها أحد ثوابت الأمة، لكن أي طالب مبتدأ في قسم الفلسفة بإمكانه أن يبرهن لنا أن فكرة موضوعية الأخلاق تعتبر محل صراع عنيف، وعقيم أحيانا، بين المفكرين في ميدان فلسفة الأخلاق! ثم هل كل ما هو مقبول اجتماعيا اليوم كان كذلك بالأمس؟ وهل كل ما هو محرم اجتماعيا اليوم سيظل محرما الدهر كله؟!

ليردد، إذن، هؤلاء البعض كيفما شاؤوا، وليقولوا أن هناك أمة وأن هناك ثوابت، لكن عليهم أن لا ينسوا شيئا مهما: ليس من الضرورة أن يتفق جميع أفراد المجتمع الواحد على ماهية هذه الثوابت، فضلا عن وجودها على أرض الواقع!·

الخلاصة: مجتمع القطيع لا يتناسب مع روح هذا العصر!!

 

ملاحظة: تصريح بعض رجال الدين للزميلة "الرأي العام" حول حكم التهنئة بالكريسمس يعبر عن عقلية ضيقة وعدوانية تجاه الآخرين!! أصدق التهنئات من كاتب هذه السطور إلى كل المسيحيين على وجه الأرض!!

fahad@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
معادلة رياضية لقياس الحرية
خطبة جمعة عصرية
الدقائق الأخيرة
عندما يرتفع السافل
في قفص الاتهام
المجتمع المحافظ والنزعة الفردية
أبحري يا سفينة الحمقى!
مفهوم الوطنية في ميزان العقل
الوطنية و حلبة الصراع من أجل السلطة
الديمقراطية واستبداد الأغلبية
إلا الدستور
... وحتى الدستور!
في انتظار جيل جديد
الشارع الكويتي ومثلث التظاهر
النجاح على قدر الصراخ!
وداعا...مبارك
هيبة الشيوخ و ضعف الدستور
التفكير النقدي
طريق الخلاص
المثقف بين الطموح وتسويق الذات
الأفكار الجديدة والتقاليد الموروثة
  Next Page

قمة الجسور الخليجية:
سعاد المعجل
صرامة القانون في الحرب والسلم:
محمد بو شهري
ثوابت الأمة!:
فهد راشد المطيري
مضمون كنسي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
متاهات الحوار:
عامر ذياب التميمي
وزارات السيادة الدينية:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(2-3):
د. محمد حسين اليوسفي
الإرهاب يواجه بالمقاومة:
عبدالله عيسى الموسوي
"أبو الحسن ورحيل الشجعان":
د. سامي عبدالعزيز المانع
هكذا شعب يستحق هكذا برلماناً:
فيصل عبدالله عبدالنبي
وعفا الله عما سلف
حقيقة اختراق الشبكة:
عبدالحميد علي
انتهازيون لا عهد لهم ولا ميثاق:
يوسف مبارك المباركي
فقدان النصاب "المقصود":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
فرنسا و"المنار":
رضي السماك