رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 رمضان 1425هـ - 10 نوفمبر 2004
العدد 1653

دوي الأفكار
لعبة الألقاب
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

إن أبسط طريقة لتضخيم أي شخصية في العالم الإسلامي هي رص الألقاب أمام اسمه وإعطائه هالة يسهل معها تسويقه بالمجتمع وتمنع نقده أو مناقشة آرائه أو حتى السؤال عن مستواه العلمي ومؤهلاته، وهذه الظاهرة برزت عندنا في الكويت وفي دول أخرى بشكل ملحوظ يلزم التصدي لها، فهي ليست ظاهرة مستحدثة بل لها جذورها في التاريخ الإسلامي، وهنا أسرد مثلا يختصر الكلام من غير ذكر اسم صاحب هذه الألقاب وسوف أرمز له بفلان، إذ ليست المسألة حول شخصيات معينة بل نقد لهذه الظاهرة التي تسببت في خلط الحابل بالنابل والعالم بالجاهل، ففي كتاب "الدرر الكامنة" الجزء 1 الصفحة 159، يذكر المؤلف ترجمة لأحد العلماء: (··· شيخنا، وسيدنا، وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى، شيخ التحقيق، السالك بمن اتبعه أحسن طريق، ذي الفضائل المتكاثرة، والحجج القاهرة، التي أقرت الأمم كافة أن هممها عن حصرها قاصرة، ومتعنا الله بعلومه الفاخرة، ونفعنا به في الدنيا والآخرة، وهو الشيخ، الإمام، العالم، الرباني، والحبر، البحر، القطب، النوراني، إمام الأئمة، بركة الأمة، علامة العلماء، وإرث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدين، شيخ الإسلام، حجة الأعلام، قدوة الأنام، برهان المتعلمين، قامع المبتدعين، سيف المناظرين، بحر العلوم، كنز المستفيدين، ترجمان القرآن، أعجوبة الزمان، فريد العصر والأوان، تقي الدين، إمام المسلمين، حجة الله على العالمين، اللاحق بالصالحين، والمشبه بالماضين، مفتي الفرق، ناصر الحق، علامة الهدى، عمدة الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، ركن الشريعة، ذو الفنون البديعة، أبو فلان ابن فلان)· بعد كل هذه الألقاب التي تفوقت على ألقاب الأنبياء والمرسلين، ليس غريبا أن يعترض الناس على من يريد توجيه النقد لهذا العالم أو ذاك حتى لو كان الناقد صاحب حجة مقنعة مستندة للقرآن والسنة والعقل والنقل تقنع الحجر والمدر، فهذه الألقاب ترعب من يريد التجرؤ بالنقد لرأي من ينصبون أنفسهم متحدثين باسم الإسلام دون وجه حق، فقد قرأت لقبا عجيبا لأحدهم وهو (الذي سبق من قبله وأتعب من بعده!) ولقب لآخر هو (زبدة الفقهاء والمحققين!) - الآن فقط عرفت أن للفقهاء زبدة - العلماء الحقيقيون المخلصون الواعون الذين قدموا أطروحات حضارية تساهم في رقي الإنسان يعترضون على مثل هذه الألقاب الرنانة، فالعالم نميزه عن المتعالم من خلال علمه وعمله وأطروحته وليس الألقاب التي ليست هي شهادة أكاديمية ترمز لمستوى علمي معين، بل ألقاب لا تغني ولا تسمن من جوع يصوغها المعجبون والمحبون لهذا أو ذاك، فنحن نجد كتب الشيخ محمد الغزالي المعروف بطرحه التجديدي، يضع اسمه ويسبقها بالشيخ أو الداعية فقط، ولقد جاؤوا للمفكر الشهيد محمد باقر الصدر بكتابه (فلسفتنا) وقد كتبوا قبل اسمه ألقابا وضعها المحبون له، فأخذ الكتاب وشطب كل الألقاب وترك فقط اسمه محمد باقر الصدر، وبهذا الفعل يريد أن يقول أن المعيار لمعرفة المستوى العلمي لأي شخص هو العلم والمعرفة والفكر الذي يقدمه للمجتمع، وإغلاق الدرب أمام المتعالمين الذين ينفخون أنفسهم بالألقاب ليصطادوا السذج من الناس الذين تبهرهم كثرة الألقاب، كما يقول الشاعر:

ألقاب مملكة في غير موضعها

كالهر يحكي انتفاخا صورة الأسد

machaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

من شهر رمضان إلى الحج:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
دعوة المستضعفين!!:
سعاد المعجل
ماكو شفافية في الكويت..غير معقول!!!:
حسين محمد بهبهاني
الحسد:
محمد بو شهري
الخطاب الليبرالي الكويتي: إعادة نظر(2):
فهد راشد المطيري
والله قوية!!!:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مسألة الإصلاح!:
عامر ذياب التميمي
زايد الإنسان:
المحامي نايف بدر العتيبي
العتب على المؤرخ:
د. محمد حسين اليوسفي
أمن الدولة تهدد "الطليعة"!!:
فهد براك المرزوق
"سماري":
يوسف مبارك المباركي
المهم شهادة جامعية:
د. سامي الرباع
كوكتيل إصلاحي:
مسعود راشد العميري
لعبة الألقاب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
ما ضامك الدهر...!:
محمد جوهر حيات
في مسألة العنب والناطور:
عبدالحميد علي
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!:
رضي السماك