رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 رمضان 1425هـ - 10 نوفمبر 2004
العدد 1653

���� �������
منذ فترة ونحن نسمع عن كلمة "الإصلاح"، وما أدراك ما الإصلاح حتى أن حكومتنا الرشيدة أطلق عليها تسمية حكومة الإصلاح وبما أن اللغة السائدة هذه الأيام لا حديث لها إلا الإصلاح، رأيت أن أساهم بهذه الحملة ولم أجد شيئا مفيدا وقادرا على فعله إلا أن أرتب أجندة الإصلاح وأستعرض مع نفسي بعض ما يشكو منه البلد وإليكم هذه العناوين:
مع بداية دور الانعقاد الثالث لمجلس الأمة عادت الحكومة كعادتها بتشغيل أسطوانة "الإصلاح" المشروخة، وبالمقابل عادت "المعارضة" بتشغيل أسطوانة "ما فيش فايدة" المعروفة، وكل دورة انعقاد وأنتم بخير، الواقع أن تكرار هذا المشهد السنوي، في اعتقادي، يرجع الى أن لدى الجهات المكونة للبرلمان وجهات نظر مختلفة بخصوص الإصلاح وأولوياته،
قلمــــي
"لي حبتك عيني ماضامك الدهر" مثل كويتي قديم نرى وقائعه في الوضع الحالي فلو تصفحنا في الصباح الباكر بعض الجرائد اليومية لرأينا العديد من الأخبار المتداولة في أطراف هذه الصحف اليومية: تم تعيين فلان وتمت إقالة فلان وتم التجديد لفلان الفلاني.
بحكم أننا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فلا بأس لو تطرقنا لقضية باتت مستشرية ومنتشرة في أوساطنا، ومعظمنا أضحى يكابد منها بطريقة أو بأخرى، ألا وهي مسألة الحسد، نأمل أن تنحسر في هذا الشهر الفضيل وتتلاشى في باقي الأشهر المقبلة،
اعتادت الدول العظمى على تجربة أسلحتها الفتاكة في أماكن نائية وخالية من السكان فتقوم روسيا بإلقاء قنابلها النووية في سيبيريا حيث لا يوجد لا إنس ولا جن وتقوم أمريكا بتجربة الصواريخ الذكية في ألاسكا حيث لا يوجد سوى الدببة البيضاء والبطاريق السوداء وفي الكويت نقوم بإلقاء قنابلنا النووية في مجلس الأمة
دوي الأفكار
إن أبسط طريقة لتضخيم أي شخصية في العالم الإسلامي هي رص الألقاب أمام اسمه وإعطائه هالة يسهل معها تسويقه بالمجتمع وتمنع نقده أو مناقشة آرائه أو حتى السؤال عن مستواه العلمي ومؤهلاته، وهذه الظاهرة برزت عندنا في الكويت وفي دول أخرى بشكل ملحوظ يلزم التصدي لها،
"جاء تأسيسه (المنبر الديمقراطي الكويتي) في فترة اتسمت باهتزاز العديد من الأفكار، وبخاصة الأفكار التقدمية والقومية مما حال دون الاتفاق على تبني المنبر هوية فكرية محددة بعينها"· (من مشروع برنامج المنبر الديمقراطي الكويتي: "طريق الكويت نحو النهضة والتغيير")
قرأنا في "الطليعة" خبرا مفاده بأن الشيخ عذبي الفهد "مساعد المدير العام في أمن الدولة" قام بتهديد كاتب في جريدة "الطليعة" بسبب مقال ينتقد فيه الكاتب الشيخ عذبي والشيخ أحمد الفهد حول موضوع إصلاح الحركة الرياضية في الكويت، فلو كان هذا الأمر قد صدر من مواطن عادي لما أثيرت حوله هذه البلبلة، ولكن المصيبة تكمن في أن الشخص صاحب هذا الفعل هو من رجالات البلد وهو ذو منصب مهم في أمن الدولة.
في واقعة عرفت باسم مشروع الشبكة الالكترونية أثبتت لجنة التحقيق الوزارية المختصة أنها مليئة بالمخالفات الجسيمة أجملتها في نهاية تقريرها بالقول: إنه كان يتعين على الرئيس ونائبه وهما بصدد تنفيذ مشروع بتلك التكلفة الباهظة بالإضافة الى إقرارهما بضعف المركز المالي للمؤسسة أن يعرضا المشروع على القطاع الخاص للحصول على أفضل العروض،
آفاق ورؤيـــة
الجلسات الرمضانية لمجلس الأمة شهدت تراشقا عنيفا في العبارات بين بعض النواب والوزراء بطريقة لم تألفها قاعة المجلس فماذا يعني هذا ونحن في شهر الصوم؟! هل هي بداية مواجهة ساخنة لدور انعقاد سيشهد هذا النوع من الصدامات التي ستتحول إلى استجوابات كما هدد البعض، أم أنه مزاج موقت بسبب الصيام الذي كان من المفترض أن يهدىء النفوس ويهذبها لأن الصيام عبادة الصبر والتحمل؟!
وقعنا في الخطأ مرتين في المقالة الماضية وعنوانها: "المنيس مصلوبا"·
المرة الأولى حينما ذكرنا أن مذكرات أم سعود: "أربعون عاما في الكويت" قد حوت توثيقا "لأحداث سياسية مهمة كبناء سور الكويت وتهديدات الإخوان ومعركة الجهراء"·
حمد طالب في إحدى الجامعات الخاصة في الكويت، أنهى الثانوية العامة زحفا على كوعيه وركبتيه، أي أنه حصل على معدل ضعيف لم يؤهله للتسجيل في جامعة الكويت فاضطر والده لتسجيله في جامعة خاصة ودفع أربعة آلاف دينار سنويا لتعليمه· حمد يتغيب كثيرا عن حضور المحاضرات، وإذا حضر فغالبا ما يحضر بسيارته الفاخرة متأخرا يحمل بيديه الهاتف النقال لاغير، يجلس في المحاضرة شارد الذهن وبين حين وآخر يلعب بالهاتف النقال· جاء وقت الامتحان، وكان الامتحان حول كتابة نص باللغة الإنجليزية·
كيف تتجرأ منظمة الشفافية الدولية وتدعي في تقريرها الصادر قبل فترة وجيزة أنه لا توجد شفافية في الكويت وأن الفساد متفش في أروقة مؤسسات وزارات الدولة المختلفة، حتى أصبحت حسب التقرير الرشوة والابتزاز جزءا لا يتجزأ من حياتنا العملية المعاصرة!
لم يكن زايد قائدا أو حكيما ولم يكن رئيس دولة عربية شقيقة لها مواقف مشهودة لا تنسى مع الحق العربي والحق الكويتي فحسب حتى نحزن لوفاته، بل إنه زايد الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويأتي من بعد الإنسان، القائد الحكيم الرئيس الكريم، لذلك نحن نحزن،
تتراوح الاجتهادات بين المراقبين حول جدية الحكومة الكويتية بشأن الإصلاح، ويرى البعض منهم بأن عدم التطرق للإصلاح السياسي والتركيز على الإصلاح الإداري والاقتصادي لن يؤدي الى أي إصلاح على أي صعيد، وربما تكون هناك حاجة للتطرق للإصلاح السياسي،
بلا حــــدود
من بين الأديان السماوية الثلاثة، تنفرد اليهودية كدين بكونها لا تسعى لتوسعة قاعدتها أو للدعوة للدخول في هذه العقيدة، وذلك بخلاف الإسلام والمسيحية، والتي ينشط فيها الدعاة ويتنافسون لاستقطاب شعوب الأرض، كل يدعو من جانبه ويروج لعقيدته ودينه، وتبقى اليهودية كدين محظور إلا على الذين هم من أم يهودية وليس من أب فقط، في محاولة واضحة لحظر الانتماء من خارج العرق أو التسلسل التاريخي·
في مثل هذا الوقت من العام الماضي تقريبا منيت إسرائيل والحركة الصهيونية العالمية والولايات المتحدة بضربة شعبية أوروبية غير متوقعة تجاه سمعتهم الأخلاقية إذ أظهر استطلاع أوروبي أن معظم الأوروبيين يعتبرون أن إسرائيل تشكل الخطر الأول على السلام في العالم ثم تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، والمغزى الواضح لهذه النتيجة البون الشاسع الذي يفصل بين ما تنادي به النخب والأحزاب الحاكمة في الكثير من الدول الديمقراطية الغربية من شعارات حول الحرية والديمقراطية والمساواة والسلم من جهة وبين ما هو ممارس على أرض الواقع من جهة أخرى·