رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 رمضان 1425هـ - 10 نوفمبر 2004
العدد 1653

الحسد
محمد بو شهري
bushehri_33@hotmail.com

بحكم أننا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فلا بأس لو تطرقنا لقضية باتت مستشرية ومنتشرة في أوساطنا، ومعظمنا أضحى يكابد منها بطريقة أو بأخرى، ألا وهي مسألة الحسد، نأمل أن تنحسر في هذا الشهر الفضيل وتتلاشى في باقي الأشهر المقبلة، إن هذه الآفة المزرية، لا يلوذ إليها إلا الجهال وأرباب القلوب القاسية، يقول النبي الأكرم: "يا معاشر الناس، إن أبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم، وتزول أقدامكم"، ومن القصص القرآنية عندما اكتنف الحسد الأسباط أخوة يوسف عليه السلام، فقاموا بالتخلص منه من خلال إنزاله في غيابة الجب·

للعلم أن الحسد ليس مرتبطا بعهد أو عصر معين، فهو موجود في كل الأزمنة، وبدا واضحا وجليا في زماننا هذا، وبالرغم من زحف البشر نحو المدنية وتحقيق الرفاة لجميع أفراد المجتمع، إلا أن الجشع قد أعمى عيون الكثيرين للأسف·· وصار الحسد في عداد الممارسات المرفوضة والعادات المعقدة والمحيرة، وبالتالي زادت الذنوب القلبية والأمراض القاتلة للنفوس، للأمانة من يلجأ الى هذه الخصلة السيئة، لا شك أنه غير سوي وسقيم، فالحاسد بطبيعته الشريرة، لا يطيق أن يرى الخير والحسن على الآخرين، ونجده يروم زوال تلك النعم، كي تتحول له وحده، وبأي وسيلة كانت، فهو يبتغي امتلاك كل ما في حوزة غيره، من ثروة وجاه وصيت وسمعة عطرة، الحاسد من الأشخاص قليلي العلم والإدراك، فهو يغار من أمرئ يفوقه ثقافة وشهرة واعتبار، لذا مصدر حبوره موت ذلك العالم أو تقهقره، والحاسد لا يقاسي ولا يتحمل أي مشقة في كسب عيشه، وعيناه لا تسقط عن مراقبة الآخرين، وبدلا من أن ينشغل بنفسه ويشتغل بشيء يعود عليه بالنفع والفائدة، حتى يلتحق بركب الآخرين الأرفع منه من منزلة وشأنا، نجد أنه من المؤسف أنه يتقاعس عن ذلك، ولا يرغب بالتخلص من ذلك السلوك المشين الذي يلازمه·

المعضلة أننا في دولة تتمتع بالخير، وبسبب وفرة النفط ولا غير، مع ذلك ما أكثر الحساد بيننا، كيف يمكن أن تكون حالنا، لو كنا نقطن في إحدى الدول النائية الفقيرة؟ ناهيك عن الحكومة والنواب المتسربلين برداء الدين، الذين لا يتوانون عن إغداقنا بين الحين والآخر ببعض العطايا، من مشروع إسقاط فواتير الكهرباء والماء الى منحة المئتي دينار مؤخرا·· حبذا لو كان يتم صرف تلك الأموال على بناء جامعة أو القضاء على التلوث البيئي أو حل مشكلة الازدحام المروري· وحتى لا نبتعد أكثر عن صلب الموضوع نعود للحسد والحساد ونريح الحكومة والنواب المزايدين·

الحسد يمكننا أن نراه أيضا في جوانب أخرى، وعلى سبيل المثال: حينما يحتدم التنافس بين المسؤولين حول المال والمركز، وهنا تبدأ شرارة الغيرة والحسد، لدرجة أن كل منهما يود أن يكون وحيد عصره، حتى لو اضطر الى القضاء على من ينافسه بشتى السبل المتاحة لديه، لكي يتفرد هو بالمركز والمال! وهنا تكمن الطامة الكبرى·· نسأل الله أن يهدي الحساد وأن يحمي المحسودين من شرورهم·

freedom@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
"المحكومين مرآة للحاكمين"
حكم الغوغاء على الآراء
سمو الرئيس...
الإصلاح ثم الإصلاح
فليحاسب كل متجاوز على المال العام
لماذا يحصل لنا كل هذا؟
استجوبوا الحكومة عن الخيار والطماطم كي لا تجزع !
مظاهرات خداعة وشعارات طنانة
عندما يتحرك الشباب
الاغتياب والجبن والصمم
مفاهيم رجعية
الحكومة مطالبة بتطبيق القانون
هيبة القانون والقدوة
ماهية الحرية
أين وزارة التربية من مدارس التعليم الخاص؟
نعم للحوار ولا للحرب
أهمية التعليم
المؤامرة
حدث في مستشفى مبارك
أثر الحوار الطيب وثقافة الاندماج والتسامح
  Next Page

من شهر رمضان إلى الحج:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
دعوة المستضعفين!!:
سعاد المعجل
ماكو شفافية في الكويت..غير معقول!!!:
حسين محمد بهبهاني
الحسد:
محمد بو شهري
الخطاب الليبرالي الكويتي: إعادة نظر(2):
فهد راشد المطيري
والله قوية!!!:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مسألة الإصلاح!:
عامر ذياب التميمي
زايد الإنسان:
المحامي نايف بدر العتيبي
العتب على المؤرخ:
د. محمد حسين اليوسفي
أمن الدولة تهدد "الطليعة"!!:
فهد براك المرزوق
"سماري":
يوسف مبارك المباركي
المهم شهادة جامعية:
د. سامي الرباع
كوكتيل إصلاحي:
مسعود راشد العميري
لعبة الألقاب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
ما ضامك الدهر...!:
محمد جوهر حيات
في مسألة العنب والناطور:
عبدالحميد علي
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!:
رضي السماك