لم يكن زايد قائدا أو حكيما ولم يكن رئيس دولة عربية شقيقة لها مواقف مشهودة لا تنسى مع الحق العربي والحق الكويتي فحسب حتى نحزن لوفاته، بل إنه زايد الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويأتي من بعد الإنسان، القائد الحكيم الرئيس الكريم، لذلك نحن نحزن، فالإنسان زايد جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة وخلال فترة قصيرة في تاريخ الدول منارة ودولة عصرية يقصدها الجميع طمعا في العمل والتجارة والسياحة والراحة والتسوق والابتهاج وطلبا للعلم والعلاج، نعم لقد أصبحت الإمارات عروس الخليج ولؤلوته ودانته وألماسته·
لم يذكر أن كان نظام الحكم في الإمارات في عهد الشيخ زايد قاسيا تجاه أبنائه أو نظاما قمعيا بل على العكس تماما فهو نظام رحيم وذو صبغة أبوية لذلك شعبه يؤيده ويقبل طريقته ومنهجه في الحكم·
نعم إننا نحزن لوفاة الشيخ زايد الإنسان ونقر بقضاء الله وقدره رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وشعب الإمارات الشقيق الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه لراجعون·
***
البطالة والفقر والفساد ومشاريع التنفيع، وغياب القانون والمشاركة السياسية والتعددية، من أسباب اندلاع أعمال العنف والتطرف، يضاف الى هذه الأسباب سبب رئيسي وهو أن أغلبية الأنظمة العربية وخوفا من قوة ونفوذ القوى الوطنية الديمقراطية وما يمكن أن تشكله من تهديد مستقبلي حسب رأي هذه الأنظمة في العمل على تطبيق الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة احتضنت الأحزاب والتيارات والتنظيمات السياسية الإسلامية وفتحت المجال واسعا أمامها للعمل وأغلقت جميع الأبواب والنوافذ أمام التيارات والتنظيمات السياسية الديمقراطية الوطنية، إن إطلاق يد التيارات السياسية ذات الصبغة الدينية للعمل السياسي والاجتماعي والاقتصاد وإنشاء المنابر والجمعيات وتسهيل جمع التبرعات جعلها أحزابا تتمتع بالنفوذ والقوة ورأس المال الذي جعلها تسيطر على المناصب القيادية في الدولة دون منافس وأنتجت هذه الأحزاب تيارات وتنظيمات أخرى حتى وصلت الى مرحلة متقدمة تعجز بعض الدول عن وقفها وكما يقال انقلب السحر على الساحر ولن تتمكن من صد توسعها إلا بإطلاق عملية الإصلاح الواسعة وإصلاح الأنظمة السياسية وتطبيق الديمقراطية التي تعني المشاركة السياسية والتعددية والحرية وتداول السلطة سلميا وحكم الأغلبية·
nayef@taleea.com |