المرتدون الأمريكيون ارتدوا عن الديمقراطية احتلوا العراق الجريح قبل عام كامل، بعد احتلال بعثي دموي مثل الاحتلال الحالي، بدا لهم الآن أن الديمقراطية الحقيقية لن تكون مفيدة لهم بعد اتضاح مدى عراقية العراقيين، ومدى ارتباطهم بإخوتهم العرب والمسلمين في محيطهم الإقليمي·
دخل الأمريكيون منطقتنا، عبر البوابة العراقية، بحجة نشر الديمقراطية ومفاهيم حقوق الإنسان في المنطقة كلها ابتداء من العراق الذي زعموه، كاذبين، نموذجا للديمقراطية التي "قالوا" إنهم يريدونها "للشرق الأوسط الكبير"، حيث تطوع الأمريكيون، عن طيب خاطر، بإهداء كل ديكتاتوريي الشرق الأوسط أكبر هدية يمكن أن تُهدى لمن لم يتعودوا على نطق كلمة الديمقراطية في منطقتنا، فضلا عن استحالة إيمانهم بها، إضافة إلى اعتقادهم أن العمل بتلكم الديمقراطية هو ارتداد عن عاداتهم وتقاليدهم التي تدعوهم إلى القمع الوحشي لشعوب المنطقة جسديا وفكريا وسياسيا وثقافيا و···!!
حيث إن تورط الأمريكيين بـ "الابتداء" بالتحرش بالشعب العراقي وضرب التظاهرات السلمية المناهضة للاحتلال والمطالبة بحقوق بسيطة مشروعة، وهذا حق جوهري من حقوق الشعوب الواقعة تحت احتلال أجنبي، وكذلك تورط الأمريكيين أيضا بتكميم الأفواه التي يُفترض أن تكون حرة، وذلك عن طريق إسكات صحف تتحدث عن طريق الأخبار، وليس "الآر بي جي" يُعد ارتدادا أمريكيا آخر عن الديمقراطية وعن حرية التعبير·· يمكن أن يُستخدما من قبل الديكتاتوريات "الأخرى!" كدليل على أن محتويات مشروع كولن باول الخاص بـ "الشرق الأوسط الكبير" ما هي إلا حبر أمريكي فائض عن الحاجة تم التخلص منه بإراقته على أوراق، بدلا من صندوق المهملات!!
لم يعد في إمكان أحد أن يعد المشروع الأمريكي الحقيقي في العراق هو نشر الديمقراطية أو زرع مفاهيم حقوق الإنسان أو غير ذلك من المعاني النبيلة التي يمكن أن تصدر عن أي جهة غير واشنطن، ولكن السؤال الذي تملك الأيام المقبلة إجابته هو: ما هو ذلك المشروع الأمريكي الحقيقي إذن؟!
drjr@taleea.com |