حضرت مؤتمرا دوليا حول التنمية المستدامة في جامعة مانشستر قبل أسبوعين وقدم فيه 73 بحثا علميا محكما شارك في بعض تلك الأبحاث أكثر من متخصص بل وصل المشاركون في بحث واحد إلى نحو 80 باحثا ألمانيا· عقد المؤتمر بكل تلك الأوراق البحثية على مدى يومين فقط، من دون حفل افتتاح أو ختام ولم أسمع بعد ذلك عن تكريم اللجان التحضيرية ولجنة الاستقبال واللجنة العلمية ولجنة العلاقات العامة ولجنة النظام وغيرها، لأن كل تلك اللجان ُلخصت في امرأتين فقط جلستا على طاولة في مدخل المبنى الذي عقدت فيه حلقات النقاش وكان كل شيء قد أُعدا مسبقا، فالتسجيل للمشاركين جميعا كان عبر الإنترنت كما استلم جميعهم بالبريد ما يؤكد تسجيلهم وموعد مشاركتهم وتأكيد السكن ومعلومات عن موقع المؤتمر وكيفية الوصول إليه وكذلك بعض المعلومات السياحية عن المدينة قبل بدء المؤتمر بشهر، بالنسبة لي شخصيا، أما دفع رسوم التسجيل فكان ميسرا عن طريق بطاقة الائتمان وعبر الإنترنت أو مباشرة خلال ساعة التسجيل قبل بدء فعاليات المؤتمر، يأخذ المشارك بعدها بطاقة تعريفية ونسخة عن جميع الأوراق البحثية المشاركة ومعلومات عن المؤتمرات القادمة في المجال ذاته ومواعيد انعقادها وأماكنها، ثم تبدأ النقاشات العلمية على أربعة محاور في وقت واحد تخصص خلال الجلسة عشرون دقيقة للباحث وخمس دقائق للنقاش وطرح الأسئلة وخمس دقائق للانتقال من قاعة إلى أخرى، أما مدير الجلسة فهو أحد الباحثين، حيث يتبادل الباحثون الأدوار ويجلس في الصف الأول بين الحضور وليس على طاولة الباحث· لم أرَ خلال يومين من الاستماع والمشاركة والتفكير أيا من مظاهر البهرجة والضجة والصخب واللقاءات الرسمية، ولم أسمع عن مقرر الجلسة ورئيسها ولم يطلب أحد من مقدمي البحوث دقيقة واحدة إضافية ورغم اختلاف وجهات النظر كان المشاركون يعبرون عن آرائهم فيما سمعوا أو ما قرأوا في ورقة البحث وبشكل علمي دقيق لا يمس الباحث شخصيا أو تاريخه أو ربما نواياه·
عند نهاية اليوم الثاني وفي آخر حلقة نقاش من الحلقات الأربع المتزامنة خُصصت حلقة للنقاش العام حول المؤتمر والملاحظات، بعدها خرج الجميع كل في طريقه سواء إلى الفندق أو المطار أو غرف الطلبة التي خصص بعضها لسكن الضيوف إن هم اختاروا، وهناك عند مدخل المبنى وقفت المرأتان اللتان أعدتا كل شيء تتحاوران في شأن خاص بعيدا عن المؤتمر، نظرت إليهما ولسان حالي يقول من سيكرِّم هاتين المبدعتين، فكانت الإجابة، لا أحد سوى المشاركين بقول كلمة شكرا ونراكم في وقت لاحق··
sanezi@taleea.com |