حدثني صديقي "صلاح عباس" وهو حانق على الوضع الذي آل إليه مصير الأمة خصوصا مع اشتداد المنافسات في برنامج "الستار" الذي أصبح هوسا لدى شباب الأمة، حيث باتت أخبار الأكاديمية والمنتسبين إليها تتصدر الأحاديث العامة والخاصة، وكذلك تحتل الصدارة في صحافتنا المحلية وأغلب وسائل الإعلام العربية·
وبعد أن هدأت عاصمة الهوس العربي والحماس منقطع النظير في تشجيع متسابقي الدول العربية في معركة الكرامة والعزة نود توجيه هذه الرسالة الموجزة على لسان فلسطين الى شباب "الأكاديمية" وكل من يساندها·
إخواننا الأعزاء في الأكاديمية·· لا نحب أن نطيل عليكم أو أن نبدأ حديثنا بالملامة والعتاب حتى لا يزداد الغضب العربي علينا ولكن نود أن نذكركم بأنه خلال الأشهر الأربعة الماضية وهي الفترة التي قضيتموها في "الأكاديمية" قد حدث الآتي في فلسطين:
- قتل أكثر من 100 فلسطيني دون ذنب أو جريمة سوى أنهم يدافعون عن كرامة الأمة التي تنتمون إليها أنتم أيضا، وكان أن قتل في هذه الجرائم البشعة الشيخ المقعد "أحمد ياسين" ونحمد الله أنه لم يقتل في يوم الجمعة الذي يشهد عادة التصويت لخروج أحد المتسابقين لكان خبر الاغتيال سيحتل المرتبة الثانية بعد أخباركم وربما ضاع في زحمة التبريكات لفوز هذا المتسابق أو أجواء الحزن لخروج ذاك·
في الأشهر الأربعة الماضية هدمت قوات الاحتلال أكثر من 400 منزل وثلاثة مساجد حيث بات أصحابها دون مأوى ودون أن يجدوا أدنى دعم مادي بالرغم من أن قيمة "المسجات" التي ترسل للتصويت تكفي لتوفير مقومات العيش الكريم للعشرات وربما المئات من تلك الأسر، ولكن، يبدو أن التصويت بات أهم بكثير من إنقاذ عربي من الضياع والتشرد والجوع·
كما أنه في خضم المنافسات في برنامج "الستار" ألغيت القمة العربية وهي التي كان أبناء فلسطين يتوقعون منها أن تشيد بصمودهم وتندد بهمجية المحتل لا أكثر، ولكن حتى هذه الأماني البسيطة باتت محرمة على الفلسطينيين·
وأخيرا، لا نحب أن نطيل على الشباب العربي أو أن نثقل كاهله بهمومنا الكثيرة والابتلاءات المستمرة علينا منذ 56 عاما·
وكل "ستار" وأنتم بألف خير يا أمة العرب الخالدة·· مع تحيات: فلسطين المغتصبة·
abdullah.m@taleea.com |