ثورة وبركان في جلسة مجلس الأمة، الثورة البرتقالية تنتصر في بيت الأمة، هذا غيض من فيض من التصريحات التي أوردتها وكالات الأنباء بعد جلسة يوم الاثنين 15/5 عندما رفض الجمهور قرار الحكومة بإحالة مشروع الدوائر العشري للمحكمة الدستورية· نعم وبكل فخر وقف يومها الشعب بجميع أطيافه ومشاربه ليدين حكومة لا تعرف ماذا تريد وماذا تفعل، وكانت الإدانة نابعة من قلب الناس الذين ملوا من تحالف الحكومة مع قوى الفساد والتخلف القابع منذ دهر على أنفاس الوطن والعباد·
نعم وألف نعم نقولها للحكومة نحن من أدانكم وكشف زيف ألاعيبكم السمجة بالمصالح التي اتفق عليها جميع أطياف الشعب من سني وشيعي وبدوي وحضري لتأتي أنت يا حكومة وتضربي بكل هؤلاء عرض الحائط· لكن هيهات كان الرد قاسيا من قبل الجمهور وكان الرد قاسيا على نوابك الذين شككوا بوطنية الكويتيين وإن تعديل الدوائر يفرقهم وإنه لا يوجد عدالة ولا مساواة وياليت يا حكومة وضعت محامين لك على قدر من المصداقية والأمانة·
نوابك الذين دافعوا عن المساواة والعدالة والدستور (هذه الوثيقة المظلومة عندما ينطقونها على ألسنتهم) هم من زور الانتخابات من خلال نقل الأصوات أو انتخابات فرعية والأدهى والأمر هناك من شارك بمجلسك المسخ المشوه المجلس الوطني سيىء الذكر، هؤلاء آخر من يتكلم عن العدالة والمساواة وآخر من يتكلم عن الدستور لأنهم ببساطة لا يؤمنون بكل هذا بل أخذوها مطية لدغدغة مشاعر الشارع ولكسب عواطفه، لكن وبكل فخر كان الشارع وخاصة الشباب كانوا لهم بالمرصاد لأقاويلهم وأفعالهم التي لم تعد تنطلي على أحد، فالشباب المؤيدون لتعديل الدوائر (نبيها خمس) دخلوا التاريخ وكتبوه بأحرف من نور من خلال قاعة أبو الدستور وباني الكويت الحديثة، أما أنت يا حكومة ويا نواب ما يسمى المستقلين فقد انكشفتم أمام المواطنين والعالم، أما رئيس المجلس فتلك حكاية وقصة لوحده بمنعه الجمهور الحضور في اليوم التالي متحديا رغبة الشعب الذي أوصله لهذا المكان وموافقا على الجلسة التي خُطف فيها الدستور، لكن لا أعتب عليك يا رئيس المجلس لأن دورك قد بان للجميع، وفضلت مصالحك الاقتصادية على مصالح الشعب ورغباته، وجلبت القوات الخاصة لمنع المواطنين مع أن الجلسة لم تكن سرية لكنك خفت من مراقبة الجمهور للمسرحية الهزلية التي تقودها بكل اقتدار وجدارة، ولن يشفع لك الامتناع عن التصويت لأنك طرف غير محايد بعدم احترام رأي أغلبية أعضاء المجلس من النواب بإدخال الجمهور· لكن شتان وألف شتان ما بين الجاسمين مثلما قال النائب الجري، فجاسم القطامي استقال عندما أمر بإنزال الشرطة لوقف المواطنين ليقول مقولته الشهيرة (مو جاسم القطامي اللي ينزل ليضرب الشعب) ويدخل التاريخ بهذه المقولة والاستقالة، أما أنت فأدنت نفسك بنفسك، ولا تراهن على الحكومة لأن الحكومة أول من تتبرأ من أولادها والتاريخ يشهد ولا تراهن على نسيان الشعب، لأن هناك شبابا عازمين على مواصلة المسيرة وفضح كل من لم يقف بجانب قضيتهم التي هي قضية وطن ومبدأ، وأظن ما حصل يوم 15/5 كان أكبر دليل على ما أقول، وبالأخير أوجه رسالة لصحيفة الناقلات ومعها زميلتها صاحبة اللآلئ: مهما شوهتم وكتبتهم عن شباب (نبيها 5) من مس للأعراض أو أننا تبع النائب الفلاني أو أننا مدعومون من أشخاص بالخارج أقول لكم وبالفم المليان إننا ماضون في دربنا ونساند بعضنا البعض ولا يهمنا ما تكتبون ولا ما يكتبه كتابكم الوصوليون أمثال صاحب السيجار الكوبي وصاحب السكر زيادة، وأرفع شكري وتقديري للكاتب صلاح الساير على موقفه الشهم والنبيل باستقالته من الصحيفة التي تدعي الحيادية وهي بعيدة عنه كل البعد عما تدعيه وما تسوق له من فضائل وقيم والله كريم··
آخر المقال: كنت أراهن على أنه إذا اجتمع المستقلون ليضعوا تصورا عادلا للدوائر فإنهم سيختلفون ويتهاوشون لأنهم أصحاب مصالح، وهذا ما حصل ولله الحمد بخصوص بعض المناطق كالجابرية وهدية والرقة لأنهم اتبعوا المثل الشهير (كل من يقرب النار صوب قرصه)· |