لا أعلم لماذا هناك إصرار عربي مهين على الترويج لمبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت سنة 2002 وردت عليها إسرائيل آنذاك خلال ساعات بهجوم واسع على الضفة الغربية، حيث قتل وجرح الآلاف في مجازر دموية نقلتها وسائل الإعلام وتباهى بها قادة الجيش الإسرائيلي آنذاك·
واليوم، فإن القمة العربية في الرياض أعادت طرح القمة من جديد وتسعى لتسويقها في أسلوب مذل للعرب أجمع خصوصاً في ظل الغطرسة الصهيونية المدعومة بالمطلق من الإدارة الأمريكية فإن التساؤل الذي يطرح نفسه: لماذا هذه المهانة؟
كما هو معلوم أن المبادرة العربية تدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، أي التنازل عن 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية· وضمان إيجاد حل عادل لحق عودة اللاجئين، في مقابل ذلك، فإن الدول العربية مجتمعة تعتبر النزاع العربي - الإسرائيلي منتهياً وتقيم علاقات متكاملة وطبيعية مع إسرائيل·
ونحن في مقالنا هذا لم نتحدث عن البعد الديني في هذه القضية لوضوحه بحرمة الصلح مع اليهود وإن كان بعض فقهاء البلاط في الدول العربية بدؤوا يروجون بأسلوب فج لجواز الصلح وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل· فإننا سنتحدث عن المواقف الأمريكي والإسرائيلي الرافض بقوة لهذه المبادرة التي يعتبرونها تقدم تنازلات غير كافية، بل وصل الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي للطلب من الدول العربية السلام مع إسرائيل ومن ثم التفاوض على تفاصيل الدولة الفلسطينية ولم يكن هذا الأمر ليتم لولا حالة الضعف والمهانة التي تعيشها أمتنا·
برأيي المتواضع أنه من الأفضل للدول العربية التغاضي عن المبادرة لأنها لم ولن تجد أذناً صاغية لدى الحكومة الأمريكية أو الإسرائيلية وأن يتركوا الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بيده· وقديما قالوا في الأمثال: (قل خيراً أو أصمت) فهذا أفضل من السجود على عتبات البيت الأبيض أو الركوع عند أبواب الكنيست الإسرائيلي· |