حديث سمو الأمير في اجتماع الأسرة الحاكمة أحدث تحولاً نوعياً في التعاطي مع المعارضة وطرحها السياسي وخلق حراكا سياسيا إيجابيا قد تشهد له الساحة السياسية انعكاسا طيبا في التعاون بين المعارضة والحكومة داخل مجلس الأمة·
ولعل زيارة المعارضة الممثلة بتكتل العمل الشعبي بكامل أعضائها الى سمو الأمير لشكره على فتح آفاق سياسية جديدة للتعاطي مع أفكار المعارضة وإمكانية التعامل معها بأريحية وقلب منفتح وبالأسلوب التقليدي في التعاطي بين أبناء الشعب والأمير لهي خطوة طالما كانت تنتظرها الساحة المحلية·
ثم بدأت الكتل البرلمانية الأخرى بلقاءات مماثلة وهو أسلوب إذا استمر بهذا النفس الايجابي من كل الأطراف فإنه سيزيل أي احتقان في الساحة وسيفعّل التعاون المثمر بين المعارضة والحكومة للعمل على تحقيق أكبر مساحة من الإنجازات الشعبية التي سيتحسها المواطن·· فبدلاً من الصورة القاتمة التي حاول البعض خلقها لمجلس الأمة، وأنه ساحة للصراعات الشخصية بين بعض النواب وبعض الوزراء سنجد صورة للتعاون الدستوري البناء والذي حث عليه الدستور بتعاون السلطات فيما بينها·· ومع أن ذلك قد سيزعج البعض لأنهم لا يستطيعون "الاستثمار" إلا وسط التوترات السياسية والصراعات المصطنعة إلا أن الأغلبية الشعبية ستجد في هذه اللقاءات، وهذا التعاون مجالاً للخير والعطاء·
ولا شك أن لقاء المعارضة المباشر مع سمو الأمير سيكون فرصة جيدة لهم لعرض تصوراتهم في الكثير من القضايا وتوضيحها لسموه وهي فرصة مفيدة لتبادل الآراء·
ما نأمله أن لا يكون هذا النوع من اللقاءات نادرة، بل متواصلة كلما سمحت ظروف سموه بذلك وكلما شعرت المعارضة بأهمية مثل هذه اللقاءات· |