رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 أبريل 2007
العدد 1771

ناموا وإلا غوانتنامو
خادمة للتنازل!
علي سويدان
ali_sowaidan@maktoob.com

لابد أن عهد العبودية قد ولى وأعتقد أن حركات ما تحررية نهضت في عالمنا قديما وحديثا تدعو إلى تحرير الناس من سطوة الناس، فهل ينسى أحدنا "مارتن لوثر كنج" محرر العبيد في أمريكا وما قام به وما أعلن من مبادىء، ولسنا نغفل أن الإسلام قد بدأ بتجفيف منابع الرق منذ بزوغ الدعوة، يوم تحرر العبد من سيده وتساوى الجميع مع الجميع·· هل يعود الناس إلى هذه الحال المزرية فتقام من جديد في الشرق أسواق لبيع الرقيق؟! أظن ذلك مستحيلا في هذه المرحلة من الحياة على الأرض، لكن الأمور لها مجريات تجري بصورة مختلفة وبمسميات متنوعة، ولست مبالغا فيما أورد، غير أني لا أعترض على مبدأ الخدمة والاستخدام، فشأن الحياة بين سيد ومسود وخادم ومخدوم، ولست أتطرق لمسألة البطر باستخدام عدد كبير من الخدم فوق الحاجة ولست أتطرق لما يدفع للخادم من أجر! ولست في معرض الحديث عن أشياء كثيرة·· لكني أريد أن أصف - إن سمحت عزيزي القارىء - حال خادم جاء مسافرا من بلده لا يعرف أحيانا أبسط أدوات المدنية مثل صنبور المياه! ناهيك عن أن يعرف استخدام الهاتف أو أجهزة كهربائية أخرى أو إلكترونية·· لقد جاء صاحبنا ليكون خادما، وهو في منتهى السعادة قد فتح أمامه باب من الرزق، سينعكس ذلك على حاله وحال ذويه، وربما وقع في حسد أقاربه يا حظه!! ويا لحظه! يصل الخادم وهو خلي الذهن عن أنه لن يعمل خادما بل سيعمل أعمالا ما خطرت في باله من قبل، ولعل سيده أغفل منه عما سيحدث!

فبدلا من أن يحترم سيده صك التعاقد بينهما وشروط ذلك!! نرى سيده يوكل إليه الجمل بما حمل، فهو خادم يغسل ويمسح ويعمل ويلمع السيارات، وينقل أشياء ثقيلة على كاهله وربما تدرب رغم أنفه وهو يتصنع الرضا على الطبخ وإعداد الوجبات، وعليه أيضا أن يتقن قيادة السيارة في فترة وجيزة لأن صاحبنا الخادم ليس خادما لشخص واحد أو لعائلة صغيرة، لا بل هو خادم الأب والأم والأولاد والبنات في المناسبات - وما أكثرها - هو خادم للأعمام والأخوال وضيوف الجميع هو خادمهم، أنا لست مهولا، إن هذا الوصف منتشر بين الناس إلا من رحم الله، صاحبنا الخادم يصحو مبكرا ليغسل ويمسح سيارات العائلة، ثم يستعد لقيادة سيارة يوصل بها الأطفال إلى المدارس، ثم يعود مسرعا ليتابع استيقاظ أفراد العائلة، فيشغل السيارة لهذا لكي يخرج على وقته، ويعد ربما إفطارا لآخر، ولعله انتظر حتى يسأل كل واحد منهم إن احتاج شيئا أو لا، وحين يأتي وقت الضحى عليه إحضار عدد من الحاجيات من السوق ويوفر طلبات المنزل·· إنه يعمل دون توقف أو راحة، ويسهر مع رواد السهر المسائية حتى ساعة متأخرة من الليل، ثم ليصحوا من جديد مبكرا!! كل هذا الضغط على الخدم جعل منهم مجرمين وشذاذا ومنحرفين أثروا سلبا في مجتمعاتنا ناهيك عن أن البعض يستخدم هذا الخادم أو الخادمة في البيت والعمل دون أي مقابل، وأعرف من يهمل في حق خادمه فينام تحت الدرج في غرفة خشبية يأكل فيها البرد من جنبيه·· فإن أصيب بمرض لم يعتن به، وإن ساءت حاله إلى مرض معضل بسبب سوء التغذية وكثرة الأعمال استغنى عنه سيده ليعود إلى بلده مكسور الجناح!!

أو ربما بدر منه ما يخرج عن سلامة السلوك فلجأ إلى الجرائم وغير ذلك، لا أظن أن هذا الوضع بالوضع الأمثل أو العادي!! فماذا نحن صانعون؟!

 ali_sowaidan@maktoob.com

�����
   

أناقة العقول:
علي عبيد
لقاء المعارضة والقيادة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
دستور الشباب:
سعاد المعجل
بلبل ينعق:
على محمود خاجه
الهرم المقلوب... أزمة ضمير:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تصريحات لا مسؤولة:
المهندس محمد فهد الظفيري
خادمة للتنازل!:
علي سويدان
بوركت ياصاحب السمو..:
محمد جوهر حيات
سلطة الفاكهة والكوكتيل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
مفاهيم رجعية:
محمد بو شهري
حبل الشك انقطع:
أحمد سعود المطرود
السلام الصهيو - أمريكي:
عبدالله عيسى الموسوي
السباق...:
سعاد بكاي
لوعة الغياب:
مريم سالم
الانتزاع من الوطن:
د. لطيفة النجار
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!:
خالد عيد العنزي*