بعد إعلان الإدارة الأمريكية انحيازها الصريح واللامحدود لسياسة حكومة الإرهاب الصهيوني وممارسات شارون الإجرامية، كان لابد للمجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حازما - حتى لو كان رمزيا - تجاه هذه الممارسات الفجة·
وكان قرار المجتمع الدولي صريحا عندما أدان سياسات بوش وإدارته في تصويت ساحق جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 7/5/2004 الفائت·
فقد صوتت جميع الدول مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها "حق العودة" والسيادة الفلسطينية الكاملة على قطاع غزة والضفة الغربية·
وقد عارض هذا القرار ست دول، فبالإضافة الى أمريكا وإسرائيل، عارضت القرار أربع دول صغيرة في المحيط الهادي هي جزر مارشال وميكرونيزيا وناور وجزيرة بالو·
وامتنعت عن القرار إحدى عشرة دولة هي أستراليا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراجوا والبيرو والدومينكان وصربيا ومونتينجرو وجزر سالمون وتونجا توفالو·
ويأتي ذكر أسماء الدول المعارضة أو الممتنعة لنبين كم أضحى هزيلا الموقف الأمريكي في المجتمع الدولي عندما لم يعد يصوت بجانبها سوى مجموعة من أشباه الدول والجزر التي لا تزال تتلقى الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية·
هذا القرار، ومن قبله عشرات القرارات الدولية تؤكد أن العالم يدار بمعايير مختلفة، فعندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني وممارساته الإرهابية، فإن المنظومة الدولية تقف عاجزة إزاء اتخاذ أي قرار حاسم خصوصا عندما تكشر الإدارة الأمريكية عن أنيابها·
وفي قراءة سريعة لإحصاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي نجد أن المنظمة الدولية أصدرت منذ عام 1948 807 قرارات لمصلحة القضية الفلسطينية، لم يتم تنفيذ أي قرار منها، منها 602 قرار للجمعية، أيدت الولايات المتحدة منها 51 قرارا، وعارضت 305 وامتنعت عن التصويت على 78 قرارا·
أما القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي، فكانت 74 قرارا وافقت الولايات المتحدة - تحت ضغط دولي - على 19 منها واستخدمت أمريكا الفيتو 40 مرة·
ختاما، هل ما زال البعض يعتقد بأن أمريكا حكم نزيه وعادل عندما يتعلق الأمر بقضيتنا المركزية؟!
abdullah.m@taleea.com |