رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 فبراير 2007
العدد 1761

بلا حــــدود
جدلية الخلافة - السياسية!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

كنت دائما ولا أزال مقتنعة وبصورة مطلقة بأن لا خلاص ولا مخرج من الأزمات والصراعات التي استوطنت منطقة الشرق الأوسط إلا من خلال مشاريع أمينة وجادة وعقلانية تعمل على تحييد الدين كعقيدة وممارسة روحانية وفصله عن مناهج السياسة الدنيوية وخططها وألاعيبها· ففي كل من مرة يختلط فيها الدين بالسياسة وينصهر الاثنان بصورة تجعل من الصعب فرز أي منهما بشكل موضوعي وعقلاني، تتجسد الصراعات، وتسيل الدماء، ويتأزم الوضع·

في خطابه بمناسبة "عاشوراء" جسد السيد "حسن نصر الله" قمة درجات الخلط بين الدين كمنهج روحاني والسياسة كمنهج دنيوي، حيث اعتلى منبر الخطابة في مناسبة دينية بحتة مندداً بخصومه السياسيين، ومحذرا الجميع وبلا استثناء من الشرق العربي الى الغرب الأمريكي، وبصورة جعلت السيد "نصر الله" يبدو وحيداً أو معزولاً·

حديث السيد لا يختلف عن أي حديث لأي سياسي عربي معاصر، فهو أي الحديث يتأرجح كثيراً بين النظرية والتطبيق فما نظر له السيد "نصر الله" في خطابه بمناسبة ذكرى عاشوراء، لا يتفق على الإطلاق مع الواقع، ولا يحمل قابلية ولو ضئيلة للتطبيق·

أزمة السيد "نصر الله" ليست مع أمريكا، ولا هي مع المتآمرين عليه وعلى الضاحية الجنوبية، ولا مع السعودية ودول الخليج، التي لم يسمها مباشرة، وإن كان قد أشار اليها في خطابه، أزمته ليست مع هؤلاء، وإنما هي مع واقع  بعيد كل البعد عن هتافات وخطب التنظير، واقع، يتظلل بظلال الدين، عسى أن يخفف الدين عنه بعضاً من قسوته ومرارته·

واقع حسن نصر الله موجود ومتأصل في البنية السياسية العربية حتي من قبل أن تكون هنالك أمريكا، ومن قبل أن تخرج "الامبريالية" بردائها الاستعماري، ومن قبل أن تحتل "البرجوازية" كمفردة كل خطابات الساسة العرب الرنانة·

"الإمام الحسين" وصحبته من الشهداء الأبرار كانوا ضحية لهذا الواقع العربي- الإسلامي الذي فجره اجتماع "السقيفة" الشهير بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" ومنذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا، والساسة العرب عبر تاريخهم القديم منه والحديث، يقتاتون على هذا الواقع، لتدفع شعوبهم الضريبة حروباً وضحايا ومجازر·

لقد سجلت الأدبيات العربية الكثير من المواقف والأقوال التي تشير وتحذر من مغبة الخلط بين الدين والسياسة ففي قول مأثور ومتفق عليه: "أول سيف سل في الإسلام كان على مسألة الإمامة"، أما الشيخ محمد عبده فقد اشتهر بقوله: "أعوذ بالله من السياسة، ومن لفظ السياسة ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس" ومنها كذلك ما يؤكده "محمد جابر الأنصاري" في كتابه "العرب والسياسة·· أين الخلل" حيث يقول: من حرب صفين الى حرب الكويت، ورفع المصاحف هو غطاء اللعبة السياسية عند العرب!! كما يقول في ذلك الدكتور غسان سلامة "الخيار المتاح في التاريخ السياسي العربي ينحصر في الاختيار بين الاستبداد والفتنة، لا بين الاستبداد والحرية"·

من الواضح جداً أن العرب لم يتعلموا شيئاً لا من تاريخهم ولا من أدبياتهم، فالتاريخ يقول وبفصاحة مطلقة إن الخلط بين منبر الإمامة، وكرسي القيادة السياسية يعني صراعاً دائماً وحرباً لا تتوقف!!

وذلك بالتحديد ما قاله السيد "حسن نصر الله" من فوق منبره بمناسبة ذكرى عاشوراء فهو قد أعلن حرباً لم تتوقف·· وصراعاً لا قاع له·

فلقد أدار السيد دفة الصراع في المنطقة وليس في لبنان وحده، ليصبح الأمر في خلاصته حرباً ضروساً ضد الشيعة في لبنان وفي العراق وفي إيران، حرباً يتزعمها الغرب بقيادة أمريكا، والشرق بما يوفره حلفاء أمريكا من سند وعون لها، أى حرباً دينية وطائفية ستحرق الأخضر واليابس معاً ومع ذلك فإن السيد "نصر الله" ومن فوق منبره يطالب بحلولٍ سياسية للأزمة اللبنانية وما أفرزته من أزمات عربية متلاحقة·· لتستمر بذلك جدلية الخلافة السياسية مخيمة بكل تبعاتها الخطيرة على الواقع السياسي العربي·

 suad.m@taleea.com

�����
   

جدلية الخلافة - السياسية!!:
سعاد المعجل
أمن بغداد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تاكسي الخميسي!:
سليمان صالح الفهد
نعم للحوار ولا للحرب:
محمد بو شهري
في انتظار جيل جديد:
فهد راشد المطيري
الأمير أعلن:
على محمود خاجه
بس.. يا طائفية!!:
محمد جوهر حيات
وزير غير عادل:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
العنف الأسري في مملكة البحرين:
بدر عبدالمـلـك*
العرب الجدد:
عبدالله محمد سعيد الملا
لبنان ورجل الدولة:
يوسف الكندري
جريمة الفيتو الأمريكي:
عبدالله عيسى الموسوي
الطيور المهاجرة:
د. فاطمة البريكي
كي لا ننسى حقوقنا..:
خالد عيد العنزي*