وصلت الفوضى في العراق الى درجة لم تعد تطاق للشعب العراقي ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعتبر قضية طائفية، فلا يعقل أن السنة أيا كان توجههم يقتلون السنة بدم بارد، فمنطقة الخليج ومنذ أن تأسست والعراق كذلك به سنة وشيعة يعيشون مع بعضهم البعض دون أن تصل بينهم الحالة الى هذا الوضع المزري في العراق مهما كانت اختلافاتهم، فالقتل في العراق أصبح قتلا جماعيا، فالقاتل يأتي بسيارة مفخخة ليفجرها في أي تجمع كان سوقا أو مسجداً أو حسينية أو تجمع شرطة بمعنى أن هذا التجمع قد يجمع العراقيين من السنة والشيعة وإن كثرت نسبة أحدهما على الأخرى ولكن في النهاية هم أبرياء فهم الشيوخ والأطفال والنساء·· فيا ترى من يفعل ذلك؟!
هل هناك دين على وجه الأرض يسمح لمعتنقيه أن يذبحوا الناس بالجملة؟! وهل هناك مذهب مهما كان دموياً يعطي الحق لاتباعه لقتل الآخرين مهما كانوا؟!
إذاً الموضوع غامض·· فهل هو ذو مغزى سياسي يجعل حزب البعث المنحل يقوم بهذا الأمر أم أن دول الجوار هي التي ترسل هؤلاء القتلة خاصة وأن العراق فيه من كل الأصناف والملل، بل إن هناك مواطنين كويتيين يذهبون الى العراق وبعضهم قتل هناك فهل يا ترى جرت دراسة علمية عن أسباب ما يجري في العراق، وهل سألنا أنفسنا ما هو المتغير الوحيد الذي جرى في العراق؟ ليحدث كل هذا؟
الجواب هو احتلال القوات الأمريكية والمتعددة الجنسيات للعراق، فهل يا ترى هذا هو السبب الرئيسي؟ ولماذا فشلت خطط الاحتلال في تأمين الناس وإرجاع الأمن؟ ولماذا تريد الإدارة الأمريكية تجربة حظها مع خطة رابعة رغم انتقادات العالم كله بما فيه الكونغرس الأمريكي للرئيس بوش؟
ومن الغريب أنه وبعد إعلان أمريكا الخطة الجديدة لإعادة الأمن للعاصمة العراقية بغداد سقطت أربع طائرات بمضادات جوية!
والسؤال الكبير، ماذا سيحدث للعراق وشعبه إذا فشلت خطة بوش في إعادة الأمن؟! |