اليوم في فلسطين المحتلة، حيث الظروف المأساوية التي يعيشها أبناء هذا الشعب المقاوم في ظل حالة الحصار غير الإنساني فإن المقاومين هناك وصلوا لقناعة مفادها أن الهجمات الصاروخية على المدن الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة والضفة الغربية هي الحل الأنجع لإقامة نوع من توازن الرعب، ولإجبار الإسرائيليين على الضغط على حكومتهم للعمل على وقف هذه الهجمات التي باتت تتطور يوماً بعد يوم بالرغم من صعوبة صناعة وتطوير مثل هذه الأسلحة في الأوضاع الحالية·
واليوم هناك فئة ممن اعتنقت مذهب الاستسلام وآمنت بمنطق الهزيمة وعدم القدرة على مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية هذه الفئة تمارس ضغوطا لا تطاق على المقاومين للتوقف عن استخدام سلاح الردع الوحيد الذي بأيديهم اليوم بدون أى مقابل أو تنازلات من الجانب الإسرائيلي·
فعندما يصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه الصواريخ بأنها "عبثية" ويردد مثل هذه العبارات المنهزمون والمهرولون نحو طاولة المفاوضات المذلة، فإننا ندعوهم لمطالعة الصحف الإسرائيلية لمعرفة حجم الدمار النفسي الذي تحدثه هذه الهجمات·· وسوف نكتفي لضيق المساحة بذكر خبرين نشرتهما الصحافة الإسرائيلية مؤخراً·
يقول الخبر الأول أن أحد رجال الأعمال الإسرائيليين دفع تكاليف سفر وإقامة 7000 إسرائيلي أصيبوا بحالة هلع وخوف نتيجة الهجمات الصاروخية على مدينة "سديروت" حيث وفر لهم هذه الخدمة للإقامة بعيدا عن مرمي الصواريخ في منتجعات وفنادق مدينة إيلات·
أما الخبر الثاني فهو تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي بارز لصحيفة "معاريف" في 23/11 قال فيه: "إن اسرائيل بالتعاون مع أمريكا تسعى لتطوير وسائل جديدة لاعتراض الصواريخ الفلسطينيية خصوصا التي تطلق من قطاع غزة بعد فشل منظومة الدفاع في الجيش من التصدي لهذه الصواريخ خصوصا أن حمولتها ودقتها قد تطورت بصورة ملحوظة"·
إن صواريخ المقاومة الفلسطينية ليست "عبثية" بل "منطقية" في ظل هكذا ظروف وفي مواجهة هكذا عدو، وإن كل صوت ينادي اليوم بوقف الهجمات الصاروخية خائن لقضية فلسطين وشعبها المجاهد الذي وصل لقناعة أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة·
abdullah.m@taleea.com |