| تفاجأ الكثيرون بالمقالة الغريبة التي كتبها نواف عبيد في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية والتي كتبت بأسلوب غير مقبول في منطقة الخليج بشكل خاص والعالم العربي والإسلامي بشكل عام وخاصة أنه ينادي بتشكيل كتائب قتال "سنية" لمقاتلة العراقيين "الشيعة" وأن تمويلها بالسلاح والمال سيكون من خلال "الحكومة السعودية"·
وقد يكون الأمر عاديا لو أنه صدر من أفراد محسوبين على تنظيم القاعدة الذين يكفرون المسلمين الشيعة أو صدر من بعض الفئات السعودية ضيقة الأفق وهي آراء أضحت مكررة وروتينية ولا قيمة لها··
إلا أن نواف عبيد وظيفته الرسمية مستشار أمني للحكومة السعودية!
وصحيح أنه - وكخط رجعة - يدعي أن رأيه هذا الذي نشره في جريدة أمريكية تقرأ على نطاق واسع بالرأي الشخصي إلا أن وظيفته مازالت تلحق باسمه والتي على أساسها نشرت الصحيفة الأمريكية رأيه هذا··
وهنا نتساءل إذا كان المستشار عبيد يريد حماية "السنة" فأين هو من الإخوة الفلسطينيين "السنة" الذين يقتلون برصاص الإسرائيليين!؟
أما المفارقة الأكبر فإن العرب يتقدمون الآن بخطة تبنتها السعودية للصلح مع إسرائيل التي تقتل الفلسطينيين "السنة" وفي المقابل يريد المستشار عبيد قتل العراقيين الشيعة بادعاء قتلهم "للسنة"··
لا أدري إذا كانت الحكومة السعودية ستسكت عن هذا "الهراء السمج" من هذا المستشار وهل ستبقيه لاستشارات أخرى أم أنها ستتبرأ من أقواله·· ولا أدري لماذا ينظر الى الشيعة كلهم بعين واحدة وينظر الى السنة كلهم بعين واحدة أيضا·· أليس هناك تفاوت في داخل كلا المجموعتين·· ثم ماذا سيقول هذا "المستشار" لشيعة الخليج وهل هي رسالة أيضا لهم أن هناك ميليشيات "سنية" ستزود بالمال والسلاح لقتلهم·· ألا يعلم هذا المستشار أن هناك مواطنين سعوديين "شيعة"!
لا أدري بأي أسلوب نرد على هذا الخطاب الهابط الذي يتكلم بكل "صلافة" عن المواطن ويقسمه الى مذهب سني ومذهب شيعي!
أقول له إن الزمان تغير وإن العلاقة بين الشيعة والسنة سواء في العراق أو في الخليج هي علاقة أخوة ونسب أما ما يحدث من خطأ هنا أو خطأ هناك سواء في التعامل الحكومي الرسمي أو التصرفات الشخصية فما هي إلا استثناء نشاز وسط حالة الأخوة والوحدة الوطنية، وإذا أراد دروسا في ذلك فنحن الكويتيين على استعداد لإعطائه إياها، ويكفي أن يدرس فترة الغزو العراقي للكويت أو أن ينخرط في لجان الحوار الوطني السعودي لكي يعرف جيدا أن هذا الكلام غير معقول وبالأخص حين ينشر هذا الغسيل في صحيفة أمريكية ويقرؤه من يعرفهم المستشار جيدا· |
