رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 ديسمبر 2006
العدد 1753

حديث الدواوين
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس
خالد عيد العنزي*
al-malaas@yahoo.com

ولما صار ود الناس خبا

            جزيت على ابتسام بابتسام

وصرت أشك فيمن أصطفيه

            لعلــمي أنه بعــــض الأنـــام

                                    أبو الطيب المتنبي

 

- 1 -

 

في الوقت الذي يسفك فيه الدم العربي في فلسطين من قبل وفي لبنان من بعد وما زالت بعض الفضائيات العربية تعتمد الشعارات التحريضية وتتاجر بدماء العرب وأعصابهم ضمن حسابات تافهة تهدف لمكاسب هامشية ممعنة في السذاجة·

لم يعد سرا أن قناة الجزيرة بكل ما تمثله من تميز مهني محترف لا تعدو كونها القناة غير الرسمية لتلفزيون قطر رغم كونها تتبع للخارجية القطرية بخلاف القنوات الأخرى التابعة لوزارة الإعلام وكأن هناك تناغماً بين مواقف القناة ومواقف الخارجية القطرية فيما بين المواقف المزدوجة بين جزيرة قطر القناة وشبه جزيرة قطر الدولة ما يلتبس على المرء فهمه·

لم يبق لفضائية الجزيرة من مقومات الدولة سوى إعلان "الجزيرة" دولة مستقلة ذات سيادة وقبول انضمامها الى مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة بل ربما يعود الفضل في انضمام قطر لمجلس الأمن الدولي الى فضائية الجزيرة أكثر منه لجهود الخارجية القطرية·

- 2 -

تلفت الجميع تلك الازدواجية والثنائية المتكاملة في المواقف بين الخارجية القطرية وجزيرتها حتى أن الجزيرة أضحت فعليا "الذراع الإعلامي" للخارجية القطرية أكثر منها قناة تلفزيونية فضائية أو حتى شبكة، فيما يشبه ويستنسخ وجود الأجنحة العسكرية للحركات السياسية ووظيفتها التكاملية والمتمايزة معها، فللجزيرة سياستها ولشبه الجزيرة سياستها، وللجزيرة مواقفها ولقطر مواقف أخرى حتى أن الجزيرة تقول في منبر الجزيرة وعلى الأثير ما لا تجرؤ "القنوات الرسمية الدبلوماسية" على قوله حتى في الاجتماعات المغلقة·

وكلما تم الحديث عن المواقف "الراديكالية" لقناة الجزيرة مقابل المواقف "المعتدلة" لدولة قطر، يتم تبرير ذلك بحرية الإعلام واستقلالية القناة وعدم تدخل الدولة في سياسات قناة "الرأي والرأى الآخر" التي دائما ما تتخذ الاتجاه المعاكس تماما لتوجهات الدول بما فيها قطر أحياناً·

ولا يخفى على أحد من يمول الجزيرة ولا من يمتلكها أصلا ويقدم لها الدعم والنصائح فضلا عمن يتربع على عرش مجلس إدارتها ممن لا يحتاج الى ذكاء لمعرفة تابعيته ومرجعيته كون اسمه يدل على هويته، ناهيك عن مواقف الجزيرة وما تنتجه من خطاب إعلامي والعرب قالت قبلا إن البعرة تدل على البعير!

- 3 –

من بدايتها وحتى اليوم ما زالت الجزيرة تلعب بالنار وتهوى اللعبة الخطرة على قاعدة "خالف تعرف" وهي التي تفهم التميز الإعلامي والسبق الصحافي في سياق تجريح الآخرين من دول وأنظمة ومواطنين وتمارس حريتها في سياق الترويج عن قصد أو غير قصد للتنظيمات الأصولية والردايكالية·

ربما تكون الجبهات الهامشية التي تحترف "الجزيرة" فتحها للتعمية على الجبهات الأساسية المفتوحة هي وظيفتها الأساسية لها والغاية من إنشائها فقطر وهي الحليفة لأمريكا ترعى بجزيرتها النقد اللاذع لأمريكا، وشبه الجزيرة التي تجرد مواطنيها من الجنسية، هي ذاتها التي تهوس جزيرتها حول حقوق الإنسان وقضية البدون وحقوق اللاجئين بكل أنواع اللاجئين!

وقطر التي تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج والمنطقة، والتي قيل بالمناسبة إن القنابل الذكية التي استخدمت بغباء في تدمير لبنان خرجت منها، هي الدولة نفسها التي تروج للجبهة المعادية لسياسات أمريكا منذ غزو أفغانستان وتحرير العراق ومروراً بالوضع الفلسطيني والأزمة السورية اللبنانية وصولاً للعدوان الإسرائيلي على لبنان، كل هذا من مبنى لا يبعد كثيراً عن تلك القاعدة الشهيرة!

- 4 -

لقد تسربت أساليب وطرق عمل "الجزيرة" الى السياسة الخارجية لدولة قطر التي أعجبتها اللعبة كما يبدو، فالجزيرة "تدق العالم" وهم يتصلون بقطر متسائلين ومتوسطين ويكبر بذلك ثقل قطر في نظرهم وحسبما يعتقدون حتى أن الدبلوماسية القطرية التي طالما رفعت شعار "الرأي والرأي الآخر" والحوار بين الأديان والديمقراطية أصبحت أكثر ميلا لأسلوب "الاتجاه المعاكس" في عملها!·

ومنذ فترة "هوست" الجزيرة مهاجمة السعودية بموضوع تجاري يتعلق بنزاع قانوني ومالي بين مواطنين عاديين في السعودية وتم الترويج للموضوع وكأنه تدخل سياسي في قضية اقتصادية، وكثر الحديث وزاد ونقص ليكتشف الجميع فيما بعد أن الأمر الذي تخاصم فيه الجزيرة قد "قضي" فيه مسبقا بحكم قضائي مبرم، واتضح كم من التحليل والمتابعة لخبر ما قد يحرفانه ويشوهان القضية برمتها عندما يكونان مبنيين على مواقف مسبقة وتوظيف سياسي رخيص·

واليوم وبعد أن رقصت الجزيرة أكثر ألما أو فرحاً على الجرح العراقي تكمل الجزيرة دورها وديماغوجيتها في تنفيذ أجندتها الخاصة في تغطياتها الإعلامية لما يجري في المنطقة عامة وبلبنان خاصة محاولة الترويج لنظرية المؤامرة وللتخوين وإشعال نار الفتنة بين الأشقاء والأصدقاء كل ذلك لأهداف رخيصة تتراوح بين تضخيم دور "الدولة- القناة" وابتزاز الآخرين واستفزاز الشارعين العربي والإسلامي بدغدغة المشاعر واللعب على الكلمات·

والغريب أن قناة "الرأي والرأي الآخر" تسلب دولاً إقليمية كبرى حقها في أن يكون لها رأي مخالف وأن تمتلك وجهة نظر خاصة في التطورات وتستنكر عليها أن تختلف معها في الرأى وفي قراءة المعطيات رغم أنها قناة تلفزيونية بينما تلك دولة فهي مؤسسة لا يتعدى موظفوها عدد أصغر دائرة في تلك الدولة، بينما الدولة مسؤولة عن مواطنيها وسيادتها وأرضها ولها حسابات استراتيجية فما بالك إن كانت تلك الدولة "شقيقة كبرى" إقليميا وذات مكانة روحية إسلامياً وقوة اقتصادية بارزة·

 

- 5 –

 

أقامت قطر علاقات تجارية مع إسرائيل واستضافت مكتبا تجاريا إسرائيليا في الدوحة، دون استشارة أشقائها في مجلس التعاون أو الجامعة العربية أو التنسيق معهم في الوقت الذي استكثرت فيه على دول عربية كبرى اتخاذ قراراتها السيادية بالمشاركة في مؤتمر دولي كمؤتمر روما يهدف لوقف العدوان على لبنان، وهو الموقف الذي لا يستحق الوقوف عنده أو الرد عليه لو أنه صدر عن قناة "الرأي والرأي الآخر" لكن إن اجتمع الخطاب الجزيري الذاهب دائماً في الاتجاه المعاكس مع الموقف الرسمي لدولة قطر فهذا ما يستحق التوقف عنده والانتباه اليه، فمخطئ من يسمح لقناة فضائية أن تتضخم على حساب دولة، وواهم من يعتقد أن الدول تكبر بحجمها ودورها بقناة فضائية مهما كانت قوية وناجحة فهل كبرت بريطانيا بالبي بي سي أم أصبحت أمريكا قوة عظمى بالسي إن إن وفوكس نيوز؟!

كان رد الأمير سعود الفيصل على الموقف القطري متزنا ومحقا ودبلوماسيا أيضا وذلك حين قال إن قطر لم تسألنا عن موقفنا، خاصة أن قطر عضو في مجلس التعاون والجامعة العربية فلماذا إذن لم تستفسر قطر مباشرة عن الموضوع ومن الممكلة بنفسها إن حسنت النوايا؟!

فالسعودية تتحرك لوقف العدوان منذ اليوم الأول وهي قالت "كل إنسان حر في رأيه ولكن ضميرنا مرتاح لأننا نقوم بواجبنا" وهي كانت انتقدت تجاوز المقاومة اللبنانية للدولة والحكومة اللبنانيتين في جر لبنان للتدمير والمنطقة للانفجار، وهو موقف اللبنانيين أنفسهم وأشقائهم العرب أيضا ممن فضلوا عدم نكء الجراح رحمة بلبنان وفلسطين وشعبيهما في هذا الوقت العصيب الذي يسفك فيه الدمان اللبناني والفلسطيني·

 

- 6 –

 

باسم الراي الحر تذبح الجزيرة مبدئية الرأى وتحت شعار الرأي والرأي الآخر تنحر الجزيرة الآخوة الخليجية والعربية، وعلى أنغام الشعارات التي خطفت عالمنا العربي لأكثر من نصف قرن يتم الرقص على جراح العرب ودمائهم وعلاقاتهم فيما بينهم، وتتم محاولة اختطاف وعيهم ومستقبلهم·

يرى أحد الاقتصاديين القطريين البارزين أن أهم ثروات قطر هي الغاز الطبيعي وقناة الجزيرة، وفي صورة كاريكاتيرية للتحالف بين أهم سلاحين قطريين نجد أن "قطر للغاز" هي المعلن الأساسي في الجزيرة وبعبارة لا تقل كاريكاتيرية لكنها أكثر واقعية أيضا يضيف الاقتصادي "نحن أرباب الغاز·· وللديماغوجيين رب يحميهم"!

لا أحد ينكر كون "الجزيرة" قناة ناجحة مهنياً لكن ما ينقص وما يحد من هذا النجاح هو تسييسها وانحيازها، فهي ستنجح أكثر لو التزمت الحيادية مهنيا وسياسيا، ولو تغلب فيها الحس الصحافي الحقيقي بالتزام الحقيقة المجردة ونقل الخبر وتحليله على ما تمارسه من توجيه معنوي ومن صياغة تعليقها السياسي الموظف ضمن أجندات إقليمية رسمية وشبه رسمية·

كادت الجزيرة أن تكون حزبا سياسيا إن لم تكن فعلا كذلك وأصبح لها كوادرها ومواقفها "المبدئية" وخطابها السياسي وديماغوجيتها الشعاراتية المتميزة وكأن القناة ما زالت منذ بدايتها ولليوم هي في طور تأسيس قواعد شعبية لهذا الحزب الفضائي·

 

- 7 –

 

للأسف فإن قطر التي صنعت سلاحاً ذي حدين بإطلاق قناة الجزيرة لم تحسن استخدامه، ولم تستغل هذا السلاح المزدوج في تحقيق أهدافها ويعلق أحد المعنيين أن الجزيرة كانت يجب أن تكون قناة متخصصة اقتصاديا تعنى بالترويج الاقتصادي لقطر لو أراد القطريون بناء قوة اقتصادية، لكنها بصورتها الحالية أكثر ميلا للابتزاز ولاستكمال عمل الخارجية القطرية في سبيل بناء قوة سياسية وهمية، فهل الجزيرة تستخدم لإبعاد النظر عن العلاقات مع إسرائيل، فلا أحد خفي عليه الضرر الذي تسببه الجزيرة لقطر وللخليج وللعالم العربي، فكم من المشاريع الاقتصادية الخليجية "معطلة" بسبب السياسة الإعلامية للقناة وكم من حرج يجده البعض "ألما لذيذاً" جاءت به على قطر حتى كاد مقرها الذي لا يبعد كثيراً عن قاعدة العيديد الأمريكية أن يقصف من قبل الأمريكان على ذمة الجزيرة نفسها!!

 

دبابيس

 

·   اللجنة التشريعية بمجلس الأمة وافقت على طلب رفع الحصانة عن عدة نواب، كلام جميل بس شالفايدة؟!

·  قد يكون قانون دعم السلع الغذائية والاستهلاكية هو البديل العملي المعقول لأي معالجة في موضوع غلاء المعيشة وزيادة الرواتب، سمعتونا؟

·   كل منتخبات الخليج تأهلت لتصفيات آسيا إلا الكويت بقيت متفرجة خارج البطولة ومسؤولو الرياضة متفرجون على هذا الوضع الرياضي المخجل!

·   تم الحكم على المغني البريطاني الشاذ بوي جورج بتنظيف شوارع نيويورك لمدة 5 أيام خوش حكم بس من حكم عليه القضاء أم البلدية؟!

·   قرر وزير الإعلام تجميد الإعلام الخارجي، وتم إنشاء لجنتين غايتهما توحيد الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي، ما الحاجة لهما إلا إن كان هناك ازدواجية بين الخطابين·

كاتب كويتي

 al-malaas@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!
أبراج الكندري وبدعة الشطي.. وأشياء أخرى!
بذاءة إلكترونية أخلاقية وسياسية ..ولا مسؤولية!
أسماء ومحاصصة
..وإصلاح!
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا
طوفتنا الهبيطة... نحن وأشقاءنا الأشقياء!
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام
كي لا ننسى حقوقنا..
قراءة كويتية على هامش إعدام صدام
وزراء "كيد" ونواب "دجة"
..واستجواب بالثلاثة!
كى لا ننسى... "سي سمعة".. تنقيح الدستور وتربيط العصاعص والجولات!
نحن والسيد وايت وخارطة السعادة
الكويتيون بين النصف الفارغ و "المليان"!
الإسلامويون "وشعبولا"
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس
 

بحرين 2006:
سعاد المعجل
المستشار الضائع:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الجمعيات الخيرية التعاونية والمراقبة الواجبة:
المهندس محمد فهد الظفيري
محطة الغاز رقم "131":
المحامي نايف بدر العتيبي
شفتوا..؟:
على محمود خاجه
رؤية جديدة:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
إرادة الإنسان هي الأقوى!!:
د. محمد عبدالله المطوع
هل تتكرر لعبة التنين؟!:
بدر عبدالمـلـك*
أمريكا.. نحلة دموية:
باقر عبدالرضا جراغ
أحلام البدون...:
طالبة حالمة
ليست "عبثية" بل "منطقية":
عبدالله عيسى الموسوي
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس:
خالد عيد العنزي*
الاستجواب والمحاسبة..:
محمد جوهر حيات
من هنا وهناك:
يوسف الكندري