بعض المحللين بل حتى بعض الحكومات يكررون بشكل واضح: ما الفائدة التي جناها حزب الله ولبنان من وراء عملية خطف الجنديين الإسرائيليين بل يرون أن هذه العملية تسببت في قتل الكثيرين من اللبنانيين وألحقت بلبنان خسائر مادية فادحة! ولكن هناك جانب آخر يجب أن نضعه في الحسبان كي نستطيع وزن ما حدث بشكل صحيح لكي نرى الكفة تكون لصالح من، فالمعروف أن اسرائيل حصلت على هدوء واستقرار في الفترة السابقة مما سهل عملية الهجرة اليها وانتعاش السياحة والمجالات الأخرى وقد قمعت الشعب الفلسطيني الى درجة أنها تبحث عن حجج بسيطة لضرب الفلسطينيين وكذلك أصبحت المنطقة شبه منصاعة للاستسلام التام والرضا بالأمر الواقع والسيطرة الاسرائيلية والتبرير لكل أفعالها المعادية للعرب والمسلمين وعلى ضوء ذلك نقول إن إيجابيات ما قام به حزب الله، هو سلب الاستقرار والأمن من الصهاينة والدليل الأعداد الهائلة التي تتحصن في الملاجئ تاركة منازلها وحالة الذعر في المجتمع الاسرائيل والمظاهرات المعادية لوزارة الحرب الإسرائيلية وأيضا إشعال روح المقاومة والتحدي والتصدي للتغطرس الصهيوني في المنطقة، وبث روح الأمل واستعادة الحقوق وطرد المحتل، والأمر المهم في ما حدث أن حزب الله قام بعمليته ضد الصهاينة بسبب وجود حجة مبررة دوليا وهي أن الأعداد الغفيرة من الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية والتي لم تلتزم إسرائيل بوعدها في إطلاقهم وهذه أمور كافية لإعطاء حزب الله الحق في ما قام به وأيضا ثمة نقطة لابد من التطرق اليها وهي ان ميزان الخسارة والربح لا يحسب بكم جسراً انهدم أو كم شهيدا سقط، بل إن المسألة أكبر من ذلك وهي أن دولة متغرسطة كإسرائيل تهابها الدول العربية مجتمعة، يقوم حزب في دولة صغيرة كلبنان بكسر شوكة الغطرسة الاسرائيلية هذا ربح كبير، والربح الأكبر هو جعل العرب والمسلمين يتجرؤون على ضرب الدولة الاسرائيلية بعد أن مرت فترة من الزمن ظن الكثيرون ان الواقع الجديد هو الخنوع والاستسلام لا محالة ومن لم يفعل فإنه يغرد خارج السرب، فما قام به حزب الله كان فجرا جديدا لانتصارات جديدة سوف نرى أصداءها وتموجاتها اقليميا ودوليا قريبا جداً، والنقطة البارزة هي أن حزب الله أعطى درسا للدول العربية وهو أن الحزب لم يكدس أسلحته ويدرب عناصره للعروض العسكرية في المهرجانات كما تفعل الحكومات العربية بجيوشها، بل إنه استخدم هذه الإمكانيات لفرض واقع إيجابي جديد للعرب والمسلمين، فلو اقتدت الحكومات العربية بحزب الله واستخدمت إمكاناتها العسكرية والبشرية وهي تملك الحجة لذلك خاصة الدول التي ما زالت أراضيها محتلة من الصهاينة فإن ذلك سوف يحدث تغيرات تبشر بخير للمنطقة، ولكن ما يجعل حزب الله يحقق انتصارات وبعض الدول العربية، لا تحقق سوى إحباط المعنويات هو أن حزب الله يقوده رجل مثل سيد حسن نصر الله وتلك الدول يقودها أشخاص الجميع ملم بواقعهم وطريقة وصوله للسلطة وممارساتهم مع شعوبهم ولذلك نجد الفرق واضح بالممارسات والسياسات·