| لا يمكن أن تقرأ تصريح النكبة الرابعة في حياة هذه الأمة السيد جاسم عبدالمحسن الخرافي بعد فوزه برئاسة مجلس 2006 دون أن تتذكر بعنف "شين وقواة عين"، في الواقع أفضل انطباق لمثَلْ من "شينة وقواة عينيه" يجسده المحترم رئيس مجلس الأمة الذي صرح بعد فوزه المشكوك فيه في انتخابات الرئاسة أن هذا الفوز جاء "··ردا على من أساء استعمال الديمقراطية وكذلك الحرية الصحافية وأساء استعمال المنابر الخطابية"·
حضرة سمو رئيس مجلس 2006 يعتقد في تصريحه هذا أن ليس من حق أحد أن يعترض على رئاسته أو يعمل على عرقلة نجاحه لأن ذلك إساءة للديمقراطية وإهانة للصحافة وانتهاكا لحرية التعبير·!!! أليست الديمقراطية صراعا وأليس حق الاختلاف مكفولا وحرية الرأي والتعبير مضمونة!! طبعا هي كذلك·· ولكن·· ليس عندما يكون الموضوع ذات سمو جاسم الخرافي فهذا أمر مرفوض وممنوع، تستطيع أن تنقد من تشاء في الكويت·· حتى الاعتراض على الرغبات والسياسات الأميرية ممكن·· وهناك فسحة كبيرة لانتقاد أي فرد في الأسرة الحاكمة·· لكن ليس الأسرة الخرافية (بالمناسبة الأسرة الخرافية أصبحت تشمل أبناء علي الغانم·· لاحظ أنها اسم على مسمى·· خرافية) فهذه مصونة بصون ذات سمو الرئيس·
ليس لدينا اعتراض بالطبع على ضيق صدر سمو الرئيس ولسنا معنيين بأي عضو من أعضاء جسمه المبجل لكن لدينا اعتراض على أن يكون رئيس مجلس أمتنا شخصاً معادياً للديمقراطية، مستهجناً لعمل الصحافة ورافضاً للخطابة وحرية التعبير ويطرد الناخبين من المجلس·
ليس هذا وحسب·· فنحن ربما كنا سنمرر الأمر لو كان سمو الرئيس تعرض فعلا لنقد صحفي أو أن حرية التعبير نالت من هيبته وحصانته، لو تعرض سموه لعشرة بالمئة مما تعرض له الشيخ أحمد الفهد مثلا أو السيد ضيف الله شرار لوجدنا له عذرا، ولشاركناه أسفه وتذمره من النقد الساخن أو العارم الذي تعرض له·
لكن مثلما قلنا فإن ذات سمو الرئيس مصونة محصنة· لم تقترب صحيفة من ذكر اسمه اللهم إلا بالخير والمديح، ولم يصدح منبر ديمقراطي إلا بالثناء عليه وتعظيم أفعاله·
جميع صحف الكويت الخمس بلا استثناء لم تكتب نقدا واحدا لسمو الرئيس طوال سنوات حكمه، قصدي رئاسته، ونكرر وهذا ليس خطأ مطبعيا جميع صحف الكويت بلا استثناء لم تكتب نقدا لسمو الرئيس فهو يملك ويؤثر في كل الصحف، وهو يملك على ما يبدو ويؤثر في منح تراخيص جديدة أيضا، لم تكتب صحيفة واحدة نقدا ولو عارضا لسموه ونتحداه هنا أن يثبت عكس ذلك· "عن حلف الله أنا كتبت نقدا خفيفا بحكم الميانة قبل سنوات فاتصل فيني في أمريكا يتشره"·
في النهاية كل هذا ربما يبقى تحاملا من عندنا أو عند غيرنا على السيد الرئيس ذي الشعبية العارمة التي جسدها تصفيقا من أحضر من مشجعي نادي الكويت عند فوزه بالرئاسة· لكن نود أن نذكر من صفق من إمعات أحضرت أو محتاجين أجبرت على أن السيد الرئيس فاز فقط بثلث أصوات أعضاء مجلس الأمة ونجح بأصوات الحكومة، وهذا ليس عيبا ولكن العيب هو أن يستمر في منصبه وبهذاالبطر والتفاخر في حين أن الواقع والتقاليد والأعراف البرلمانية تحتم أن يكون الرئيس متمتعا بتأييد ودعم أغلبية أعضاء المجلس·· والله يرحمك يا عبدالعزيز الصقر ففي اللحظة التي تكشف له أن الأغلبية النيابية ضد توجهاته قدم استقالته من الرئاسة وعاد الى صفوف النواب وهو الرئيس الذي كان الكل وفي مقدمتهم الأمير المؤسس - رحمه الله - يصر على أن يبقى في منصبه· لكن على قولة أهل مصر (ايش جاب لجاب)· |
