رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 يوليو 2006
العدد 1737

���� �������
دوي الأفكار
بعض المحللين بل حتى بعض الحكومات يكررون بشكل واضح: ما الفائدة التي جناها حزب الله ولبنان من وراء عملية خطف الجنديين الإسرائيليين بل يرون أن هذه العملية تسببت في قتل الكثيرين من اللبنانيين وألحقت بلبنان خسائر مادية فادحة!
مع صدور هذا العدد قد تكون أزمة الدوائر وتقليصها انتهت بحكم تراجع الحكومة عن الموقف الذي تبنته الحكومة السابقة حول هذه القضية، وقد تكون ال 25 دائرة مع صدور هذا العدد جزءا من ماضي الكويت، والسؤال المطروح بقوة: ماذا بعد··؟
لا يمكن أن تقرأ تصريح النكبة الرابعة في حياة هذه الأمة السيد جاسم عبدالمحسن الخرافي بعد فوزه برئاسة مجلس 2006 دون أن تتذكر بعنف "شين وقواة عين"، في الواقع أفضل انطباق لمثَلْ من "شينة وقواة عينيه" يجسده المحترم رئيس مجلس الأمة الذي صرح بعد فوزه المشكوك فيه في انتخابات الرئاسة أن هذا الفوز جاء "··ردا على من أساء استعمال الديمقراطية وكذلك الحرية الصحافية وأساء استعمال المنابر الخطابية".
لقد أثبتت الأيام والأحداث التي يسجلها تاريخنا الحديث أن المجاهد الأكبر حسن نصر الله- نصره الله- وحزبه المبارك حزب الله وكذلك المجاهد الشهيد العظيم أحمد ياسين وحركته الميمونة حماس هم النجوم النادرة والمضيئة في سمائنا الحالكة وهم الرجال القلائل أمام خنوعنا وذلنا وهواننا على الناس من أمثال الأشرار في البيت الأبيض وعصابة تل أبيب، وبمباركة هيئتهم المهترئة هيئة "اللمم" ومجلسها مجلس "العفن.
جماهير غفيرة رافقت بعد ظهر يوم السبت 8يوليو/تموز 2006الأستاذ أحمد إبراهيم الذوادي إلى مثواه الأخير في مقبرة المنامة عاصمة البحرين بعد أن ناهز الثامنة والستين عاما وبعد أن صارع المرض الخبيث قرابة أربعة عشر عاما، وبذلك فقد شعب البحرين علما بارزا من أعلام الحركة الوطنية ومناضلا بلا هوادة ضد الاستعمار البريطاني ومن أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي،
الحكومة الرشيدة اهتمت مشكورة بالمواطنين النازحين دون أن تحفل بأقرانهم المرابطين في وطنهم السياحي: لبنان المستباح من قبل الصهاينة وحلفائهم أولا أنكل سام جدا! لم لا ترسل الحكومة للصامدين في لبنان: مازوت ونفط وموتورات كهربائية وكل ما يساعدهم على الصمود السياحي المضرج بالدم والدمع والصبرالمتأرجح بين الخشية والرجاء!
من الحقائق التي تواجهنا في حياتنا وترعبنا حقيقة الموت، فهي حقيقة مهما بلغت درجة إيماننا لا يمكن لعقولنا وقلبونا أن تحتملها، وأن يموت إنسان بقتله لنفسه وبيديه أو أن يفكر ويخطط لإنهاء حياته بقرار شخصي فهذا أمر أشد رعبا وفزعا، وقد يكون السبب الأساسي وراء الارتعاب والفزع من قرار قتل النفس هو ما يحتمله هذا الفعل من تحدي لحقائق وجودية متعلقة بمفهوم الحياة والموت، مفهوم الإيمان والمعتقد وغيرها من المفاهيم التي نادرا ما نتطرق للسؤال حولها ومناقشتها لأنها تعتبر بالنسبة إلينا مسلمات ماورائية التناول.
آفاق ورؤيـــة
أمريكا لا تخفي أنها تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وأن تكون إسرائيل الربيبة المدللة لها هي المسيطرة على دوله وأن تكون الحكومات العربية تابعة لتل أبيب·· هذا المخطط يسميه الأمريكان مشروع الشرق الأوسط الكبير· ولقد سارت أمريكا مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية بهذا المخطط حين اعترفت الدول الثلاث بالكيان الصهيوني وأقامت معه علاقات دبلوماسية وفي المقابل قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دول إسلامية أخرى..
ما إن أعلن أحد فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية المشروعة عن أسرها لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي (غير المشروع) الذي يحاصر قطاع غزة حتى هبت إسرائيل بحشد إمكانيات عسكرية ضخمة لضرب سكان القطاع المحاصر، بذلك تبرر إسرائيل لنفسها استهداف أكثر من مليون عربي فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأعزل في محاولة لإيقاع أكبر قدر من الإرهاب المادي والمعنوي بسكان القطاع المسالمين،
في حياة الإنسان لحظات لا يدركها الجميع، إلا ذلك الإنسان، الذي يرغب في أن يحقق شيئاً بسيطاً في حياته، بعدما حقق الأشياء الكبرى، قد يظل يقاوم إلى النهاية، لسنوات طويلة حيث إنه يحب الحياة ويدرك أن الإرادة البشرية أقوى من العوائق التي تقف في وجه تحقيق أهدافه وتعترض مسيرة التقدم، إنه ذلك الإنسان الذي حدد أهدافه لحياة أفضل للبشرية وللإنسانية،
لبنان الشقيق يتعرض لعدوان إسرائيلي بغيض أحمق من كل الجبهات، حيث قامت إسرائيل باستخدام ترسانتها العسكرية الضخمة بتدمير كل البنى التحتية من المطار ومدرجاته ومرورا بكل الجسور والمعلقات التي تربط أطراف لبنان المترامية وانتهاء بمحطات الكهرباء والمدارس ومحطات الوقود وحتى باصات النقل العام لم تسلم من تلك الحملة العسكرية العدوانية،
وأنا صغيرة عندما كنت أنظر في وجه جدتي، أو في وجوه عجائز غيرها، أشعر بشيء من الرهبة والتبجيل، كنت أرى مثلا في تلك العلامات المرسومة على وجوههن، التجاعيد، خطوط الزمن الذي عاشوه في سنوات أعمارهن وقادتهن إلى دروب المعرفة والحكمة، وكنت أشعر أنني "محظية" عندما أكون في حضرة جدتي، أو في حضرة غيرها من الكبار حين يجلسون ويتحدثون معي،
إسرائيل تواصل هجومها واعتدائها وقصفها على لبنان، والعرب ينظرون الى الاعتداء وكأن الأمر لا يعنيهم، حقا إنها مأساة كبرى وانحطاط للكرامة والنخوة والشهامة والشجاعة العربية التي ندعيها نحن العرب، ونؤكد أنها من أهم صفاتنا إلا إذا كانت كتب التاريخ وقصص الماضي أساطير وخرافات ليس لها دليل وأساس من الصحة والواقع يؤكد ذلك.
قضيتنا المركــزية
منذ نشأة دولة إسرائيل في عام 1948م لم يتول قيادتها سوى الإرهابيون أصحاب السجلات الإجرامية السوداء والملطخة أىاديهم بدماء الأبرياء العرب.
ولا يختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي ايهود أولمرت عمن سبقوه بل يتميز عنهم بأنه يمتلك رؤية واضحة ومحددة فيمما يعرف بالحل النهائي للصراع في الشرق الأوسط حيث إنه يطرح مشروع إقامة دولة فلسطينية وترسيم حدود نهائية لإسرائيل من منطلق أحادي الجانب بدون الجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين والاكتفاء بأخذ مباركة الإدارة الأمريكية.