في بعض مشاهد الأفلام نشاهد أحد الممثلين ممسكا بيده وردة جميلة يقوم بقطف ورقة تلو الأخرى منها ويقول: (تحبني وما تحبني) الآن نحن لا نختلف كثيرا عن حال ذلك الممثل من حيث ترديد خمس دوائر تحبني والعشر تخدعني، حقيقة ضاعت "لحانه بين حانة ومانة" كل خوفي في النهاية لا خمس دوائر ولا عشر بل ثلاثين دائرة!! أو ربما نبقى على (طمام المرحوم بخمس وعشرين دائرة لا سمح الله) بالرغم مما تتقدمت بذكره، شخصيا أستشف بأنه ثمة بصيص من الأمل في نهاية النفق، فحسب ما نقرؤه وبشكل يومي عبر صحافتنا المحلية وما يتوافر ويتواتر لدينا من أخبار بين الحين والحين، كلها في النهاية تدعو للتفاؤل، يقول الفيلسوف هاين: (إذا أردت أن تعرف الإنسان المتفائل من المتشائم فأعط كل منهما وردة، فالمتفائل يحدق في الوردة ويحدثك عن جمالها·· بينما المتشائم يحدق في الأشواك ويذكر لك مساوئها ولا يرى الوردة مطلقا)·
اليوم أضحى مقالنا عن الورد، فالورد للعيون والموسيقى للآذان، ولذلك نستغل الفرصة في تقديم وردة التوليب الجذابة البرتقالية اللون لكل من شارك أمام قصر السيف للتعبير والمطالبة بتقليص الدوائر إلى الخمس، وكذلك نود ألا نفوت الفرصة في تقديم أرقى بوكيه ورد لتجمع القوى الطلابية في تفاعلها مع ضرورة تعديل الدوائر الانتخابية، وأيضا لا ننسى على أن نشكرهم على الدعوة التي وجهوها لنا ولباقي الزملاء الكتاب لحضور المهرجان الخطابي يوم الأحد الفائت·
نعود لصلب الموضوع، إن مسألة تقليص الدوائر الى الخمس تعد قضية مركزية وأساسية، بيد أنه بصراحة ثلاثي مثلث برمودا المهلك لكل عملية تنموية إصلاحية لا يعي ذلك، إضافة الى الثمانية عشر من نواب المراوغة والاستغلال، ليت هؤلاء يستمعون الى صوت العقل ويضعون مصلحة البلد فوق كل اعتبارات شخصية أو فئوية، ومن هنا نتساءل: كيف يحق لهؤلاء أن يقفوا حائلا ضد رغبة الشارع الكويتي؟ فالأغلبية مع التعديل بدءا بسمو رئيس مجلس الوزراء ونائبه الموقر ومعظم الطاقم الحكومي، علاوة على ذلك التسعة وعشرون نائبا من ممثلي الأمة، ناهيك عن جمعيات النفع العام·
من سخرية القدر عندما يدعي نواب ما يسمى بكتلة المستقلين بأنهم مع الدوائر العشر، يبدو أن الإخوة نسوا أو تناسوا قبل سنة ونصف لما رفضوا الدوائر العشر، أو ربما أخال عليهم الأمر في ذلك الوقت؟ ما يزيد من الأمر غرابة عندما يتحجج هؤلاء بأن الدوائر الخمس لا توجد فيها عدالة؟! كم كنت أتمنى أن يكون قائل تلك العبارة أحدا غيرهم، وبالمناسبة عن أي عدالة وإنصاف يتحدث هؤلاء؟ ومن منا لا يبحث عن العدالة والإنصاف؟ ولكن كيف لنا أن نطمئن لما يطرحه أولئك؟ ففي كل مرة لديهم مقترح وتصور مغاير، والآن يجيء أحدهم ليزايد على الأحرار في طلبه لدائرة واحدة! يا سلام·· على من يتذاكى صاحبنا؟ يا عزيزي أنت ومن لف لفك نرجو أن تدعوا الأحرار وباقي قوى المجتمع تعمل فنحن في غنى عنكم وعمن يحتضنكم ويشارككم في تجزئة المجتمع وتدميره، أتمنى أن تكون قد وصلتكم الرسالة·
ثلاثي مثلث برمودا
منذ أن ألفنا ثلاثي مثلث برمودا والشعب الكويتي يدفع ضريبة تلو الأخرى إزاء ممارسات ذلك الثلاثي المتعنت والعامل ضد مصلحة الأمة، ولذلك من خلال هذه الفقرة الموجزة نود أن نكرر عليهم خبرا يقض لهم مضاجعهم، وهو نقض المحكمة الدستورية لقانون الاجتماعات العامة والتجمعات الذي كان مطبقا منذ عام 1979!·
freedom@taleea.com |