لا يكفي أن ينشد الشخص النشيد الوطني أو يحفظ كلمات "وطني حبيبي" ليكون هذا الشخص هو الجدير بتمثيل الوطن أو حامل الروح الوطنية الخالصة، وإنما التمثيل الحقيقي هو بأقوال تصاحبها أفعال، و إحساس بالانتماء يصاحبه الشعور بالولاء والمسؤولية تجاه هذه الأرض الطيبة·
لن يوجه هذا الخطاب للكبار العقلاء الذين داسوا بأقدامهم على الروح الوطنية واعتنقوا القبلية والطائفية روحا و تملكت هي الجسد، فهؤلاء هم أقدر على إدارة دفة عقولهم وأرواحهم وأعمالهم، ولكني بصدد الحديث عن جيل هو قادم لا محالة، جيل المستقبل والذي وجب عليه أن يحمل هذه البلاد على أكتافه و يحفظ أسرارها و يعمر ديارها·
أقف فأوجز لكم ما احتوت عقول - جيل المستقبل - أطفال في السادسة والسابعة من أعمارهم من أسئلة لزميلاتهم في الصف ·· (هل أنت شيعية أم سنية؟)·· (هل أنت حضرية أم بدوية؟) ·· (هل أنت أصيلة أم لا؟)·· وبناء على الإجابات تبنى المعاملة و يعرف الانتماء و يعرف الفرد هل أنت معه أم ضده؟ فلا وجود لحل وسط في هذه المسائل· وإن نظرنا إلى مستوى روح الأخوة العربية بين الأطفال، فتوجز بالأسئلة التالية ···( أنت مصرية؟ سورية؟ إذا أنت لا شيء) ··وتبنى على أساسها شعور هذا الطفل بالفوقية كونه كويتي، فيرى نفسه هو الأفضل لمجرد كونه يحمل جنسية كويتية!··· وأختمها على مستوى الروح الإنسانية، فأوجزها بتعلم الطفل أن العاملات والخدم هم مجرد عبيد يؤمرون و ينفذون، فينشأ الطفل على استعباد البشر بالمادة·
هذا هو ما وجدت من علل، فإليكم حل هو (منكم وفيكم(...
مادة (9)
ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي
فأين هذه الرعاية؟
o_alqahtani81@hotmail.com |