| في الثامن من مايو كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، هذا العالم الذي أبى إلا أن يحيي هذه المناسبة، يدرك تماما أن التحديات ضخمة ولابد من توفير الحماية اللازمة للمنكوبين والمتضررين، فعندما يكون القانون الدولي الإنساني مطبقاً على الوجه الصحيح، فإنه يوفر الحماية الأساسية للحياة، وبما أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر تعهدا بإزالة آثار الكوارث ومكافحة التمييز، فلابد وبهذه المناسبة أن نتذكر المبادر إلى تأسيس هذه المؤسسة الإنسانية السيد- هنري دونان الذي خدم البشرية من باب كان مقفلا في الأزمنة الماضية·
وسيكون موضوع اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر لعام 2006 والذي يصادف 8/ هو "المساعدة العالمية من خلال المتطوعين"·
ونتمنى بعد نجاح الاتحاد في مهامه الإنسانية، أن يخطو الخطوة الأهم، وهي وجوده في الأماكن المعرضة للكوارث قبل حدوثها لا أن ينتظر وقوعها ثم يبدأ بالتحرك لأن هناك كوارث عندما تقع لا تحتمل الانتظار لأخذ الإشارة اللازمة·
ولا شك أن سرعة التواجد ستخفف من آثار الكارثة وتؤدي إلى تقديم الخدمة الإنسانية المطلوبة في وقتها·
هذه الأمنية لا تتحقق إلا بتعاون الدول المعنية، التي يجب أن يكون للاتحاد تأثير عليها سواء بالاتصالات أو المتابعة، خصوصا بعد التطورات العالمية الأخيرة، حيث أصبح العالم كله قرية واحدة·
ولا شك أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي قد خطت خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة في مساعدة المنكوبين والمحتاجين بل إنها تبوأت المراكز الأولى عالمياً في هذا المنوال ولم يأت هذا التميز إلا بتضافر جميع الجهود خاصة الثقة الكبير من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله لثقته برئيس وأعضاء مجلس إدارة الهلال الأحمر الكويتي وأبنائه المتطوعين وذلك بتحويل جميع المساعدات المقررة إلى الهلال الأحمر لأن سموه وحكومته الرشيدة على ثقة كاملة بأن هذه المساعدات تصل إلى مستحقيها الحقيقيين بغض النظر عن معتقدات أو دين المحتاجين·
وقد أثبت الهلال أنه أهل لهذه الثقة الكبيرة وخاصة مساعداته الكبيرة وتواجده الذي لا يزال مستمراً لمتضرري تسونامي أو متضرري زلزال باكستان أو للمتضررين في دول القرن الإفريقي وتوج هذا العرفان والشكر من هذه الدول للكويت حكومة وشعبا ولجمعية الهلال الأحمر باستقبال رؤساء هذه الدول لرئيس الهلال الأحمر الكويتي سواء أثناء زيارته المتعددة لهذه الدول لتفقد المشاريع التي تتبناها الجمعية هناك أو أثناء زياراتهم للبلاد، وهذا يعكس الوجه الخير الحقيقي لأهل الكويت في مساعدة المنكوبين في كل مكان، لذلك الثامن من مايو لحركة الصليب الأحمر هو أيضا مناسبة لثمرة جهودنا المتواصلة لمساعدة المحتاجين لنحتفل مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعياته الإنسانية بهذا اليوم· |
