ماذا يريد المجتمع الدولي من حركة حماس؟! السؤال يبدو منطقيا في ظل الأجواء التي تعيشها حكومة حماس التي اختارها الشعب الفلسطيني في انتخابات نزيهة·
دوليا، يطالب مجلس الأمن الدولي حكومة حماس بالاعتراف بدولة إسرائيل ونبذ العنف حيث ندد المجلس في بيان شديد اللهجة بالعملية الاستشهادية الأخيرة· بينما نجد المجلس لا يطالب إسرائيل بصورة جدية بوقف العنف والإرهاب الذي يمارس بصورة يومية ضد الفلسطينيين، بل حتى بعد موجة الاغتيالات الأخيرة لقادة حركات المقاومة، حاول المجلس إصدار بيان مخفف يدعو إسرائيل لعدم الاستخدام المفرط للقوة ولكنه لم يستطع حتى مناقشة القرار نتيجة للضغوطات الأمريكية على الدول الأعضاء·
أما الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل الأحادية القطبية اليوم، فإنها ألقت بكامل ثقلها وراء إسرائيل، بل باتت تروج للعديد من المشاريع الإسرائيلية وعلى رأسها مشروع الحل النهائي الأحادي الجانب واستمرار إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري وغيرها من القضايا التي تخالف القانون الدولي· بينما تجدها تمارس أقصى العقوبات على حكومة حماس، بل تضغط على المجتمع الدولي ليمنع المساعدات الإنسانية عنها·
أما الدول العربية، فلم تستطع أن تثبت موقفاً واحدا يدعم حكومة حماس، بل إن بعض الدول العربية تحارب هذه الحكومة بصورة علنية وترفض استقبال مسؤوليها أو تقديم الدعم المادي لهم، وحتى بيانات الإدانة والاستنكار التي لا تغني ولا تسمن من جوع لم يعد بمقدور الدول العربية إصدارها خوفا من العقاب الأمريكي·
وحتى داخل فلسطين، فإن هناك حملة منظمة تستهدف تدمير حكومة حماس وجعلها عاجزة عن القيام بمهامها حيث يقوم رئيس سلطة الحكم الذاتي بسحب الصلاحيات تباعاً من الحكومة وهي خدمة عظيمة لإسرائيل، إذن، ماذا يريدون من حماس لكي يرضوا عنها؟ إنهم يريدون منها أن تسير على خطى حركة فتح وتعترف بإسرائيل وتنتظر الفرج على أبواب البيت الأبيض الأمريكي!!· |