بما أن اجتماعات مجلس الوزراء تعقد في الآونة الأخيرة في الفترة المسائية وتمتد الى ما بعد منتصف الليل فإننا آثرنا إلقاء التحية المسائية عليكم يا سمو الرئيس لعلها تصلكم وأنتم ترفلون بثياب الصحة والعافية، ففي خضم هذه الأمواج المتلاطمة بلا مستقر وفي ظل ما صاحب موضوع تعديل الدوائر من أحداث وتداعيات بين مؤيد ومعارض إلا أن ما يبعث الأمل أنك تدعم وتؤيد ما انتهت إليه اللجنة الوزارية من أن أفضل نظام يمكن أن ينتشل البلد من النظام الحالي الفاسد المفسد الى نظام انتخابي صالح يقسم الدوائر الى خمس دوائر انتخابية لذلك فإن أنظار الغالبية العظمى من المواطنين الشرفاء رجالا ونساء شيوخا وشبابا تتطلع إليكم ويحدوها الأمل بإقرار ما انتهت إليه تلك اللجنة، وليس هؤلاء فقط بل جميع مؤسسات المجتمع المدني بنقاباته وجمعياته وكل القوى السياسية والنخب والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية إن أنظار كل هؤلاء تتجه إليكم راجية منكم تطبيق وإقرار هذا التعديل، وسيسجل لكم التاريخ بأحرف من نور موقفكم المؤيد والشجاع من انتشال حالة الجمود وتفشي الفساد والرشاوي التي أفرزها النظام الانتخابي الحالي، فمن الواضح بجلاء أن جميع فرقاء القوى السياسية قد أجمعوا على ضرورة تعديل الدوائر وهو أمر نادر الحدوث أن جميع القوى السياسية متفقة على أمر ذلك التعديل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الجميع مجمع على أن النظام الانتخابي فاسد فاسد فاسد·

ففي تقديري أن هناك فريقين فريق الخيرين والشرفاء وهو الفريق الذي ينشد تعديل الدوائر الى خمس، وفريق الفاسدين والمرتشين وهو الفريق الذي يطالب ببقاء الوضع على ما هو عليه وبالتالي بقاء حالة فساد وشراء الذمم وهذا الفريق مع الأسف الشديد يؤيده ويدعمه بعض الوزراء من أفراد الأسرة، إذا هناك معادلة صعبة الحل··· وهنا لدي سؤال وأمنية ورجاء·

السؤال··· مع أي فريق أنت يا سمو الرئيس؟! مع فريق الخيرين والشرفاء الذي يطالب بخمس دوائر أم مع الفريق الآخر الذي يرغب ببقاء النظام الانتخابي الفاسد··

وأمنيتي ورجائي يا سمو الرئيس أن تكون مع الفريق الأول لما عرف عنكم من مواقف وطنية وحرص على مصلحة الكويت أولا وأخيرا ففي اعتقادي أن البلد الآن أمام مفترق طرق وأمام منعطف خطير فإما أن نركب قطار الإصلاح ونلحق بركب الدول المتقدمة ونتفرغ لأمر مؤسساتنا ولأمر أجيالنا الحالية والمستقبلية وإما أن يفوتنا القطار وسنظل نلعن ونتحسر ونسب الزمن وكل من يحاول تعطيل إقرار نظام الدوائر الخمس·

لديكم الآن والآن فقط يا سمو الرئيس فرصة تاريخية لتثبتوا للشعب وللقيادة السياسية أنكم أهل لتلك المسؤولية العظيمة وأن مكر ودهاء وخزعبلات وزير أو وزيرين فاسدين ومعروفين للشعب ولديكم لا يمكن أن تعطل عملية التنمية والإصلاح ولا يمكن أن تنطلي على شخص كشخص سموكم يملك من الذكاء والخبرة الكثير، فلقد تعطلت البلاد يا سيدي منذ تطبيق ذلك النظام والذي سيصبح مقبورا وسينتهي الى غير رجعة·

سمو الشيخ ناصر المحمد إن أنظار أهل الكويت جميعا تتجه إليكم راجية منكم العمل على تصحيح هذا الوضع الخاطئ فلقد سجل التاريخ للمغفور له الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وضع الدستور ولا أظن أنكم تمانعون أن يسجل لكم التاريخ أيضا أنكم من قمتم بتعديل الدوائر الى خمس·

* * *

مازال هناك البعض ممن لا يفهم دور وطبيعة عمل المحامي وهو إما لجهل بهذا الدور وإما لحقد على هذه المهنة الشريفة فهناك بعض المسؤولين من يستمد قوته وجبروته من ذلك الكرسي الوثير الجالس عليه وفي الواقع إذا ما تخلى ذلك المسؤول عن ذلك الكرسي وأصبح في ملعب المحامين فنجده خاويا لا يفقه شيئا في دنيا القانون ولا يستطيع أن يسبح في عالم المحاماة الواسع لذلك فلقد أخبرنا بعض الظرفاء عن مثل هؤلاء بقولهم: "سوف تعلم إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار"·