رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 28 شوال 1426هـ - 30 نوفمبر 2005
العدد 1705

بلا حــــدود
فلسفة!!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والعرب سائرون من فشل الى آخر·· ومن هزيمة الى أخرى!! ولا يستثنى من ذلك دول احتضنت حضارات، وأنجبت أعلاما في الأدب والسياسة·· مثل مصر وسورية والعراق، أو دول شكلت نهاية الحرب الثانية أولى خطواتها كدولة وفقا للمفهوم السياسي للدولة، مثل دول الخليج العربي·

ستون عاما من الفشل السياسي والعسكري الذي كان السمة البارزة طوال تلك الحقبة من التاريخ العربي الحديث، ولم تنجح كل الثورات التي اجتاحت بقعا ومناطق في الخارطة العربية، في انتشال الواقع العربي من مساره الأليم·

المحزن هنا·· أن العرب لم يسبق لهم أن اتفقوا على شيء كاتفاقهم على محاربة الديمقراطية كنظام عادل وسليم لصياغة العلاقة داخل المجتمع البشري بشكل عام، والمحزن أيضا أن الأنظمة السياسية العربية لا تريد أن تقر أو حتى تناقش العلاقة الوثيقة بين إجهاض الديمقراطية أو تشويهها - إن وجدت - وبين كل الانكسارات السياسية·

في مصر - التي شهدت أرضها أم الثورات العربية - لا يزال الشعب والنظام جاهلين بالسلوك الديمقراطي، مما جعل الانتخابات المصرية الأخيرة تتحول الى ساحة معركة وحرب وبلطجة يسقط فيها قتلى وجرحى، وفي سورية·· يحور الدستور ويشكل ليتلاءم مع (احتياجات) النظام السياسي، وتزور إرادة المواطن بصورة مضحكة ومبكية في آن واحد·

وفي الجزائر· ألغيت الديمقراطية بأكملها حين تعارض وجودها مع رؤية النظام السياسي لمسار الدولة ومستقبلها·

وفي الكويت التي تفتحت قلوب وعقول الأغلبية العظمى من الشعب على ثقافة الديمقراطية ونهجها السليم، يجري العبث بإرث الأولين، ويتم الاتفاف على النهج الديمقراطي، وتشويهه بصورة فرغت مجلس الأمة من أبسط أدواره، وجعلته أداة في يد السلطة والمتنفذين لتمرير قوانين وقرارات هي أبعد ما تكون عن مشاريع التنمية المستقبلية التي تعم الجميع·

إن المخرج الوحيد لأزمة العرب الحالية التي حولتهم الى مجتمعات إما مضطهدة أو جائعة أو محتلة، أو مغيبة عن الواقع المحيط بها، لا يكون إلا بسيادة النهج الديمقراطي، ليس بالقول والخطب الرنانة، والأشعار والأغاني، وإنما بأن يكون للجميع الحق في التمتع بكل حقوق المواطنة، دون أن يحاصرهم الخوف من أن ينبذوا الى خارج دائرة المجتمع المحاصر أصلا بكل أنواع الممنوعات والمحظورات·

الدعوة للتمسك بالديمقراطية كمخرج من كل الأزمات والمآزق العربية، أصبحت دعوة مكررة يرددها الجميع، بمن فيهم أولئك الذين يناقضونها يوميا من خلال أدائهم أو نهجهم، حتى أن البعض أصبح يرى فيها فلسفة وتكرارا مملا ورتيبا، لكن ذلك لا ينفي الحاجة الى تكرارها لعلها يوما ما ترسخ في يقين الفرد ويدرك معها أن كل المنافذ مغلقة إلا المنفذ الديمقراطي·

لذا فإن الواجب يحتم على الجميع أن يستمروا في طرح المشروع الديمقراطي كمخرج سليم من كل الأزمات، حتى إن اتهموا بأن طرحهم يحوي من الفلسفة أكثر مما يحويه من الواقع، ولعل جان جاك روسو كان محقا حين قال يوما: "إننا في حاجة الى كثير من الفلسفة لكي نستطيع أن نلاحظ ما نراه كل يوم"·

 

تنشر بالتزامن مع "البيان" الإماراتية

suad.m@taleea.com

�����
   

المعارضة·· قادمة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
معرض "الشطب" العربي:
د·أحمد سامي المنيس
فلسفة!!!:
سعاد المعجل
لكم الله:
يوسف الكندري
كويت تايتنك
Kuwait Taitanic:
محمد بو شهري
كتب ممنوعة:
المحامي نايف بدر العتيبي
ماذا أصاب المجتمع؟:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الهجرة·· الأزمة المستمرة:
د. عبدالله الجسمي
الخليج ليس نفطا:
د. محمد حسين اليوسفي
الخليج ليس نفطا:
د. محمد حسين اليوسفي
أعداء الشعب الفلسطيني الجدد:
عبدالله عيسى الموسوي
"قل للمتولي إنه معزول":
عبدالخالق ملا جمعة
آليات العنف والإرهاب!!:
د. محمد عبدالله المطوع