منذ فترة أقدمت على استبدال رنين هاتفي الجوال إلى موسيقى فيلم الباخرة الشهيرة تايتنك، الذي اعتقد صناعها بأنها الباخرة التي لن تغرق The unsinkable ship، بيد أنها غرقت للأسف! في الوقت الحاضر كويتنا الحبيبة يراهن البعض على أنها لن تغرق مهما عصفت بها الأحوال وازدادت سوءا، وذلك بسبب الانتعاش الاقتصادي بعد انجلاء شبح النظام الصدامي وارتفاع أسعار برميل النفط، بالتالي نطرح هذا التساؤل: يا ترى إلى متى سوف تستمر تلك الرفاهية وبحبوحة العيش؟ شخصيا لا أعتقد أن أحوالنا تختلف كثيرا عن كارثة الباخرة تايتنك لا سمح الله، ما لم يتم الإسراع بالبت ببعض الأمور الجوهرية والمصيرية التي سوف أذكرها على شكل نقاط:
1- حسم وتصحيح الأوضاع في بيت الحكم، وهذا بالطبع مطلب محوري يطالب به معظم الأحرار والأغيار من أهل العلم والدراية·
2- عدم المماطلة والتسويف في تقليص عدد الدوائر الانتخابية إلى خمس، للقضاء على الفوضى والفساد والعصبيات الطائفية والطبقية والقبلية·
3- تطبيق النظام والقانون على الكل بلا استثناء مهما علا شأن ومقام المتجاوز·
4- تحويل بعض القطاعات والإدارات في الدولة إلى القطاع الخاص، لإنهاء البيروقراطية والإهمال وتقديم خدمات أفضل وتنافسية بعيدا عن الاحتكار·
5- إطلاق العنان للمزيد من الحريات والشفافية وإفساح المجال لظهور صحف محلية يومية جديدة·
6- دعم وتشجيع الاستثمار في الكويت وإيجاد بدائل للدخل وعدم الاعتماد بشكل كلي على مداخيل النفط، فلا نعلم بالضبط متى سوف ينضب هذا الذهب الأسود، ولا نعلم متى سيتوصل العلماء حول المعمورة ولا سيما في الغرب، إلى إيجاد البديل عن طاقة النفط لا قدر الله، مما يترتب عليه بالتالي زوال مظاهر الرخاء الاقتصادي والاجتماعي·· اللهم قد بلغت اللهم فاشهد·
إلى من يشعر؟
إذا كان البعض لا يؤمن بالقضية الفلسطينية من الجانب القومي العروبي، وإذا كان البعض الآخر لا يعتقد بمسألة القدس الشريف من الناحية الإيمانية والإسلامية، أتساءل هنا: وماذا عن الأشخاص من أرباب الوجدان والضمير الحي، الذين يتأثرون ويتفاعلون مع حقوق الأشقاء الفلسطينيين وقضيتهم الإنسانية؟ أيها المهرولون إلى الصهاينة تحت مبررات الواقعية والاستسلام، لن يحرمكم التاريخ والشعوب الأوارة على موقفكم الواهن· بالأمس القريب حينما احتل النظام الصدامي وطننا العزيز ثارت ثائرتنا تجاه ثمة أنظمة عربية باركت وأيدت المحتل البغيض، ناهيك عن إطلاق عبارة دول الضد لسنوات عدة عليها، الآن هل يعقل أن نستمع إلى أصوات نشاز تنادي للتطبيع مع الصهاينة المحتلين، من أجل ازدهار الاقتصاد وإفشاء السلام في المنطقة على حد تعبيرهم· نذكر هؤلاء المتخاذلين بكل هذا الامتعاض الذي حملناه على بعض الدول العربية لموقفها المؤيد للمحتل البعثي في ذلك الحين، فما بالك بالذي يشجع على التطبيع والاعتراف والتعامل مع الصهاينة؟! لا ننكر بأن الدول العربية والإسلامية متفرقة وفي أسوأ حالاتها وكل يغني على ليلاه، ولكن هل الاعتراف بالمحتل والتعامل معه اقتصاديا سوف يحل جميع المعضلات السياسية والاقتصادية ويرفع القهر والظلم عن الأشقاء الفلسطينيين؟ بالطبع لا،
freedom@taleea.com |