لا يختلف اثنان عاقلان على أن اختيار الوزراء  يتطلب معايير ومواصفات معينة، ومن أهمها أن يكون الشخص حسن السيرة والتصرف يمتاز بالمصداقية والأمانة والحنكة ونظافة اليدين، وأن يكون سياسيا واعيا في شؤون الإدارة الوزارية، وقادرا على التطوير والإنتاج والإبداع في العمل السياسي والإداري معا، وأن يكون شخصا له إنجازات عملية سابقة ناجحة في حياته اليومية والعملية قبل توزيره في السلطة التنفيذية واختياره كعضو لمجلس الوزراء ووزير للوزارة الفلانية·· ولكن في بلدنا الحبيبة الكويت لا نرى هذه المواصفات تنطبق على جميع الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء الموقر أصحاب السلطة التنفيذية الحساسة، بل نراها تنطبق على بعض هؤلاء الوزراء في الحكومة الحالية أو في الحكومات السابقة كذلك، والسبب هو أن دائما من يفرض شروطاً ومعايير اختيار هؤلاء الوزراء هو نظام (المحسوبية والمحاصصة)، وله معايير تساهم على تدمير البلاد وتشتيت العباد والتراجع والتخلف في جميع مياديين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافة والرياضة·· إلخ من مجالات الحياة· ومن أهم معايير الإختيار للوزراء وفق منهجية "المحسوبية والمحاصصة" التي دائما تنطلق منها حكوماتنا الرشيدة التي لم تعرف الرشد يوما من الأيام، فمازالت تعيش مراهقات وخزعبلات سياسة تساهم في تدمير مجتمعنا ودستورنا وقيمه السامية العزيزة علينا·· تنحصر هذه المعايير الفاسدة بالآتي (أن يكون الوزير ابن عائلة أو قبيلة لها نفوذ وأن يكون هذا الشخص المختار للوزارة مؤثر بشكل واضح على هذه العائلة أو القبيلة، أن يكون الوزير ابن الأسرة الحاكمة يستاهل أن يكون وزيرا دون نقاش أو تردد لإنه بالنهاية (شيخ) يولد وهو ذو عقل يزن عقل آلاف المواطنين بل عقله يزن عقل علماء وفلاسفة ومفكريين أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو وميكافيلي وهوبز وجون لوك ومونتسكيو وجان جاك ورسو والفارابي وابن خلدون·· الخ من لغو العلماء والمفكرين والفلاسفة الذي يزن عقلهم هذا (الشيخ) وحده طبعا لأنه بالنهاية يبقى (شيخ) وسيظل (شيخ) وسيموت وهو كذلك (شيخ) والمعيار الثالث أو الأخير هو يكون الوزير عضوا في حركة أو تيار سياسي معين مؤثر على الشارع، بصام هو وتياره في المرحلة المقبلة لوجود مصلحة مع هذه الحكومة، المغلوب على أمرها المسكينة والتيارات المتأسلمة خير نصير ومعين لهذه الحكومة حيث تواجد المصالح والمناقصات المالية الضخمة الهائلة والوسيلة خير دليل على الود التجاري والمالي بين الحكومات غير الرشيدة، والتيارات المتأسلمة التي تتستر بالدين وبعد كل هذا لاحمدا ولا شكورا للحكومة من قبل هذه التيارات المتأسلمة، باختصار التيارات الإسلامية تحلب الحكومة، وبعد وقوف الحليب تقطع رأس البقرة الحلوب أي (الحكومة) وتتلذذ بأكلها عن طريق الطهي أو الشواء، وتستمر هذه الحالة الودودة والقاتلة بين الحكومة والتيارات المتأسلمة·· نريد التوضيح لهذه المعايير لاختيار الوزراء وفق نظام "المحسوبية والمحاصصة" هو اختيار الوزير دون النظر إلى كفاءته وعطائه وخبرته، بل النظر إلى مواصفاته الثانوية أن يكون ابن عائلة أو قبيلة أو أن يكون شيخ أو أن يكون سياسيا بصاما متأسلما، وهذا هو الحال ولا حول ولا قوة إلا بالله يعين أهل الكويت على هذه الحكومات، وأغلب أعضائها الفاسدين الذين يتم إختيارهم وفق معايير المحسوبية والمحاصصة بعيدا عن الكفاءة والعطاء والخبرات، ولكن حتى لا يفهم ما طرحناه خطأ هنا لا نقصد جميع الوزراء بل الأغلبية منهم، ويشهد التاريخ بأن هناك العديد من الوزراء كانوا وزراء شرفاء تطورا وأنجزوا للكويت والكويتيين سواء كانوا من الشعب أو من أبناء الأسرة الحاكمة··

* * *

تحية إجلال وإكبار لشرفاء مجلس الأمة فرسان الأمة متصدي سراق مال الأمة وأمل الأمة·· على وقفتكم الجبارة والجادة في الدفاع عن حرمة المال العام، وسيروا وكلنا من خلفكم سائرون للدفاع عن المال العام وحرمته يا نواب الأمة الأشراف·· شكرا على دفاعكم·· شكراً على حرصكم على المال العام·· شكرا على بسالتكم·· شكرا على مواجهتكم الشريفة بوجه سراق المال العام والمتستريين عليهم من أعضاء الحكومة والمجلس للأسف·

··· سيروا نحو العلو والشموخ بدفاعكم عن الحق وأموال الشعب، ساهموا في كشف حقائق السراق لأموال شعبنا الأبي الحر الذي بالفعل يستحق أن تكونوا ممثلين عنه في السلطة التشريعية بدلا لهؤلاء النواب البصامة الصامته عن الحق الناطقة بالدفاع عن سراق المال العام ومزبلتهم القذرة النتنه الحقيرة·· أنتم من نتشرف بكم كممثلين عنا في البرلمان وليس هؤلاء النواب البصامة لسراق المال العام أصحاب المعاملات والمال السياسي والرشاوي وشراء الأصوات والتبصيم لسراق المال العام·· سيروا يا شرفاء الأمة·· سيروا بالذود والتصدي لمن يمس مصالح الشعب بالسوء ويسرق أمواله·· سيروا حتى يدفع السارق ثمن سرقته، إن مال الشعب غال·· سيروا حتى يقع المختلس في قبضة العدالة·· سيروا حتى تصلوا إلى غايتكم برد حقوق أموال هذا الشعب، والدفاع عنها وتصفية ومحاسبة كل سراق المال العام وأملاك الدولة·· سيروا ونحن من خلفكم يا نواب الأمة الشرفاء ·· سيروا يا شرفاء الأمة نحو الحق·· سيروا يا شرفاء الأمة·· سيروا ونحن من خلفكم من أجل الدفاع عن الحق وعن أموال شعبنا ومصالحه الغالية عليكم وعلينا·

تحية إلى شرفاء الأمة من مواطن بسيط يعشق هذه الأمة، وحفظ المال العام من السراق هو حلمه، تحية إلى هؤلاء النواب الشرفاء: (أحمد السعدون، محمد الصقر، علي الراشد، سيد عدنان عبدالصمد، مرزوق الحبيني، مسلم البراك، عادل الصرعاوي، عبدالله الرومي)، وإلى كل نائب يؤيد هؤلاء النواب وقريب من أطروحاتهم بالدفاع عن المال العام المسروق في قضية الناقلات وغيرها من قضايا سرقات المال العام·

لا نريد أن نكتب أو نتكلم عما تفضل به وزير النفط من جهل وغباء سياسي، وعدم القدرة على إدارة وزارة النفط·· ولكن باختصار إذا كان هذا هو مستوى وزرائنا السياسي والإداري في قيادة وزارات الدولة فنقول على النفط والمال العام السلام وعلى الإصلاح كذلك السلام·

 mjh_kuwait@hotmail.com