في حادث مفجع جرى خلال الأسبوع الماضي راح ضحيته فتى في عمر الزهور كأي حادث سير يقع لأي واحد منا، وفي الأسبوع الذي قبله أيضا كنا موعودين مع حادث سير راح ضحيته طفل بعمر الزهور، كل هذه الحوادث تقع قضاء وقدرا ولا راد لقضاء الله، ولا فرق بين الحادثتين لأنهما أديا الغرض نفسه "إزهاق روح" لكن حادث الأسبوع الماضي أخذ منحى آخر عن الحادث الذي قبله وذلك لتدخل أحد النواب بالقضية ومحاولة التوسط للجاني أمام القانون والشرطة ليجنب الجاني العقاب المناسب الذي يستحقه، والعجيب أن هذا النائب يمثل إحدى الجماعات المتأسلمة التي تدعي إنها حافظة حق الله في الأرض، وهنا لا أريد أن أدخل بالتفاصيل التي أوردتها الصحافة وكتّاب الأعمدة والرأي العام الذين استنكروا بشكل متشنج وعفوي هذا التصرف الذي بدر من هذا النائب، ولكن كل ما يخطر على البال يصبح عاديا بالنسبة لي، وقبل أن نزمجر ونزبد ونرعد على هذا النائب الذي سلك سلوكا لم يخرج عن الإطار المألوف في هذا المجتمع، لنسأل أنفسنا من أوصل هذه النوعية من النواب؟ وكيف وصلوا إلى ما هم به من مكانة تفتح لهم الأبواب الصدئة والمغلقة بالضبة والمفتاح؟ من دفعهم إلى هذا؟ وما مؤهلاتهم ليصلوا إلى مراتب السيناتورات؟، ما دور كل واحد منا بوصول النطيحة والمتردية لمجلس الأمة؟، ولِم ننسى أو نتناسى إننا كنا جزءا من اللعبة التي أوصلت هذه النوعية من النواب!!!؟ إن سكوتنا مع سبق الإصرار على الصندوق الانتخابي والسكوت عن محاولات فرض نوعيات شفافة أي لا لون ولا طعم ولا رائحة لها وزجها في أتون المعارك الانتخابية لإسقاط شخصيات فاضلة هو الذي أوصل هذه النوعية من النواب، وهذه نتيجة حتمية لسكوتنا عن هذا السلوك·· إننا كنا راضين تمام الرضا ولسان حالنا يقول "وأنا مالي هو أنا إللي حاصلح الكون" صندوق انتخابي أو تم دعم فاسدين ومفسدين المهم ليسوا من دائرتي الانتخابية ولن يمسوني بسوء، وحينما كان المخلصون يحذرون من تسارع الأحداث وانحدارها إلى الأسفل بشكل درامي نتيجة هذا السلوك الأعواج، لم يسمع أحد لهم، لا بل كان التجاهل ومحاربتهم هو جزاؤهم، هذا ما زرعته أيديكم من جراء سكوتكم، وما سكوتكم عن كل التجاوزات إلا إشارة عن الرضا مما ممكنهم من التمادي والدوس في بطون أهل الكويت الطيبين، هذا جزاء سكوتكم ورضاكم وكما يقول المثل "خبز خبزتيه يالرفله أكليه"، وإن شاء الله يكون المرحوم محمد البداح الثاني هو الشرارة التي ستشعل محرك اجتثاث وجز الفاسدين والمفسدين وعلى كل حال كان دائما تاريخ عائلة البداح عليها أن تقدم أحد أبنائها قربانا لأهل الكويت وضريبة تدفعها لتطور المجتمع، تغمد الله الفقيدين المحمدين بواسع رحمته وألهم ذويهما الصبر والسلوان· |