الأسبوع الماضي كان من أكثر الأسابيع بشاعة وحزنا على الكويت قاطبة، حيث فقدنا إخوة أعزاء لنا رحلوا إلى الله عز وجل وتركونا نعاني بهذه الدنيا الفانية، فصالح الدرباس الزعابي "أبو راشد" صديقنا رحل عنا فجأة وتركنا حيارى أمام رحيله· عرفته منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما حاد الطباع جادا في مقاصده مخلصا بكل معنى الكلمة، فأبو راشد - رحمه الله - كان من المؤسسين للمنبر الديمقراطي الكويتي وتقلد مناصب عدة بالمنبر إلى أن وصل إلى عضوية الهيئة التنفيذية للمنبر وكانت له بصمات واضحة داخل وخارج المنبر وله الفضل بتفعيل آليات العمل من خلال تفاعله مع الواقع، حيث تبنى مع الأستاذ أحمد الديين والأستاذ عبدالله البكر والأستاذ نافع الحصبان إنشاء التيار الشعبي كـ "لوبي" داخل المنبر وكانت له مواقف مشرفة سطرها بتاريخ المنبر الديمقراطي، كما أن المرحوم أبا راشد كانت له بصماته الواضحة في العمل النقابي في نقابة وزارة الكهرباء، وأذكر جيدا في ثمانينات القرن الماضي وبعد استفحال أزمة زحمة الشوارع في الكويت قررت الحكومة في ذلك الوقت أن تشجع الموظفين على استخدام وسائل النقل الجماعية وكان أبو راشد أول من استخدم تلك المواصلات إيمانا منه بأننا لو كلنا التزمنا بذلك فستحل أزمة المرور التي ما زلنا نعاني منها حتى اليوم، كما أنه يتفاعل مع الأحداث التي تمر بها الكويت بكل جدية وإخلاص، ويقول رأيه حتى لو كان حادا ولكن بطريقة لا تخلو من الكياسة التي تدفعك لأن تنحني لرأيه بكل تواضع وتقول له "حاضر يا أبا راشد ما نقدر على زعلك" وتمر الأمور حتى وإن كنت غير راض عنها مهما وصلت حدة الجدال بيننا·
اليوم رحل عنا أبو راشد وغدا سوف نلحقه إلى جنات الخلد إن شاء الله ومهما كتبت عنه لا أعتقد أني أوفيه حقه وسيظل مكانه بديوانه العامر خاليا لا يستطيع أحد منا ملأه وسنتذكره في كل أحاديثنا لأننا قضينا أوقاتا طويلة ولنا بها ذكريات جميلة خصوصا في لعبة كوت أبو ستة فهذه هي لعبته المفضلة التي لو أخطأت بها وأنت تلعب معه أو ضده إلا وأن "يحوشك صليات" من التأنيب ثقيل الوزن خفيف الـظل والحلفان بأن لا يتركك لا تلعب معه ولا ضده ولكن بعد ثوان ينسى كل ذلك وكأن الوضع لم يكن· رحلت اليوم عنا يا أبا راشد ولكن ذكراك سوف تكون محفورة بوجدان رواد كل ديوانك رحمك الله يا أبا راشد وأسكنك فسيح جناته وألهم محبيك وذويك الصبر والسلوان· |