يقول أحدهم إن الفساد انتشر بشكل رهيب فأينما وضعت يدك ستجده بنسبة أو أخرى·· فعلى المستوى السياسي هناك تلاعب في كل شيء يصل أحيانا الى إشاعات تغيير المسمى للنظام السياسي أو حل مجلس الأمة، وحسناً فعل المسؤولون حين نفوه جملة وتفصيلا·
وإذا وضعت يدك لتبحث في موضوع العلاج في الخارج فإن مجلس الأمة شكل لجنة تحقيق في هذا الشأن بعد أن طفح الكيل·· أما في البلدية فأظن أن "بعارينها" أشهر من نار على علم·
والآن وصل عدم تطبيق القوانين الى سوق الأوراق المالية "البورصة" حيث يتداول الكويتيون أموالاً تقدر قيمتها بما يقارب "40" مليار دينار هي القيمة السوقية لجميع أسهم الشركات المدرجة فيها حسب تحليل مجلة "الطليعة" الكويتية·
ويخشى بعض المحللين الاقتصاديين من تأثيرات الأزمة المثارة حالياً بالسوق حول الإفصاح على مسيرة السوق والخوف من بروز سلبيات تنعكس على تحركات أسعار الأسهم·
ولا ندري لماذا لم تطبق إدارة السوق قانونها الملزم لأية جهة تستحوذ على 5% من الأسهم والإفصاح عن اسمها وهي درجة من الشفافية تحمي السوق والمتعاملين فيه كي يعرف المستثمر مع من يتعامل·
ونحن الآن أمام اختبار حقيقي لإدارة السوق الجديدة والتي تواجه التحدي الأول في اختبار قدرتها على التعامل مع الجميع وفقا للقانون الذي يجب أن يلزم به الجميع ويطبق عليهم كلهم دون استثناء·
ولا أظن أن هناك أي خوف على السوق إذا وجد المستثمرون أن إدارة السوق جادة في التعامل مع الشركات المخالفة وخاصة أن أغلب الشركات معروف أصحابها وليس هناك خوف من تطبيق القانون عليها·
كما أن المستثمر الكويتي على وعي جيد في التعامل مع الحقائق خاصة إذا تعززت الثقة بإدارة البورصة الجديدة واستمرت بتطبيق القانون رقم 2 لسنة 1999 في شأن الإعلان عن الصالح في أسهم الشركات المساهمة والذي أعطى إدارة السوق الإجراءات اللازمة للتحقق من صحة البيانات التي تتلقاها من الشركات المساهمة أو أصحاب المصلحة أو الغير·
ولعل تدخل إدارة السوق الآن يأتي في الوقت المناسب خاصة أن الشركات سوف تنهي الربع الأخير معلنة عن نتائج عملها من ربح أو خسارة، فالمفترض أن يكون ذلك بكل شفافية ووضوح ليصل الاطمئنان الى كل شخص له تعامل في السوق·
نقول بأن البورصة في كل بلد هي أحد المؤشرات المهمة للوضع السياسي ومن هنا فإن على الحكومة ممثلة بوزارة التجارة وبإدارة السوق العمل على تطبيق القانون دون مجاملة كي لا يصل الفساد الى مواقع جديدة يكون فيها لا سمح الله إصابة البلاد والعباد· |