في أحيان كثيرة يصيبني التعجب من تبجح بعض أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية لدورهم في توقيع اتفاق أوسلو للسلام عام 1993م والمعاهدات اللاحقة لذلك، وهي المعاهدات التي لم تعد الى الشعب الفلسطيني إلا بالوبال والمزيد من التنازلات والتضحيات المؤلمة· ولكن العجب يتوقف عندما أصل لقناعة بأن هؤلاء أضحوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم، وأنهم باتوا على استعداد للتنازل عن الأرض والكرامة مقابل حفنة من الدولارات الزائلة·
ومن الجرائم التي ارتفعت وتيرتها بعد توقيع اتفاق (أوسلو) عمليات الاغتيال بقرار رسمي حيث طالت هذه الجرائم رموزا فلسطينية كبيرة ووصل عددها للعشرات حتى الآن·
وفي 26/10/2006م، كشفت مصادر إسرائيلية حكومية لصحيفة (معاريف) أن الحكومة اتخذت قرارا بتنفيذ عمليات اغتيال واسعة بحق قيادات وزعماء حركة حماس وذلك بزعم أنهم المسؤولون عن تنفيذ العمليات الفدائية الاستشهادية وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية·
وأكدت المصادر أن رسالة بهذا المضمون قد أرسلت لرئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني محمود عباس بنية إسرائيل تنفيذ هذه العمليات، وأن الأوامر أعطيت للجيش لاغتيال أي هدف يتم رصده دون النظر لحجم أية خسائر مادية أو بشرية· وهو الأمر الذي لمسناه في الأسابيع الأخيرة حيث يتم تنفيذ عملية الاغتيال مهما كانت النتائج المترتبة عليها·
هذا الأمر، يؤكد لنا من جديد أن مقولة (دولة الإرهاب) تنطبق بصورة كاملة على الكيان الصهيوني الذي يتباهى قادته بسجلهم الدموي والإرهابي بدءا (بديفيد بن غوريون) أول رئيس للوزراء في إسرائيل وانتهاء (بإيهود أولمرت) المسؤول عن الجرائم اليومية التي ترتكب في فلسطين ومن قبلها الجرائم في لبنان·
وفي الوقت نفسه، نتوجه بهذه المعلومات عن سياسة الاغتيالات الرسمية لدولة إسرائيل لكل دعاة الواقعية والتطبيع والسلام مع إسرائيل لنسألهم ثلاثة أسئلة موجزة: هل هذا هو السلام الذي تدعون اليه وتنشدونه؟ وهي إذا طالتكم أنتم أو أحد أقربائكم عمليات القتل العشوائي فإنكم تقبلون بها من أجل السلام العادل والشامل؟ وهل ما يحددث في فلسطين منذ توقيع اتفاقية أوسلو الى اليوم يعبر عن شكل من أشكال السلام العادل والشامل الذي أعاد لنا حقوقنا التي كفلها القانون الدولي والإنساني؟ أسئلة إجابتها واضحة كالشمس في رابعة النهار؟
abdullah.m@taleea.com |