غريب أمر الأرقام، فكم أحجية كانت تدور حولها، وكم مصادفة غريبة ظهرت مع الأرقام أو إحداها، ففي التراث الأوروبي فإن رقم 6 وتكراره رمز للشيطان، وفي الموروث الإسلامي فإن رقم 9 و 19هما رقمان يحملان أسرارا أكبر من حجمهما، ومن المعتاد أن يتفاءل لاعبو القمار بالرقم 7 وأن يتشاءموا من الرقم 13 ووجدت بعض المصاعد في العديد من العمارات تلغي هذاالرقم من أدوارها إبعادا للحسد ودرءا له، ومع ذلك لفت انتباهي - وبشدة - تزامن رقم 6 مع كل إهانة أو تقييد أو حل أو تعليق للدستور الكويتي ومواده، سنة 1967 وهي سنة التزوير التي لم ينسها أحد ونتمنى على من عايش تلك الفترة أن يروي لنا قصص نقل الصناديق إلى أحد المنازل في الشويخ الجنوبية للتذكار والذكرى، ثم عام 1976 الذي انتقل الرقم من جهة الى أخرى وهي السنة التي حل فيها مجلس الأمة وتم تعليق بعض مواد الدستور، وكارثة سوق المناخ وتداعياتها المستمرة الى اليوم، ثم عاد 1986 حين حل المجلس بسبب تشكيل لجنة تحقيق في أعمال البنك المركزي، إذ لا يجوز لأبناء الشعب محاسبة أبناء الأكرمين أو التشكيك بذمتهم، مع ما استتبع هذا الحل من الغزو العراقي الهمجي، ثم للتذكير والذكرى ظهرت بعض الأصوات في عام 1996 تطالب بحل المجلس وتقليص الدور الرقابي للمجلس، وهي محاولات ما زالت مستمرة حتى الآن·
ثم هل هي الصدفة التي تربط العام الحالي 2006 مع ذات الرقم المشؤوم بتكرار الحديث عن حل مجلس الأمة وتعليق بعض مواد الدستور؟ وهو حديث وتفكير جرى من قبل مسؤول عن ديوان مهم استعان بعضو حكومي متخصص كان اختصاصه هذا سببا في تعيينه في وزارة بعيدة عن اختصاصه، ومع ذلك، لماذا لا أطمئن من نفي وزير الخارجية الأخير حول "الكلام الفارغ" الذي يقال عن حل للمجلس وتعليق مواد الدستور؟ ولماذا أشعر بأن الأمور ليست كما نتمنى؟ ولماذا أشعر بالحسرة وأنا أسمع عن تبرع الكويت بثلاثين مليون دولار للفلسطينيين دون مرور هذا التبرع من خلال مجلس الأمة كما يقضي بذلك الدستور واللائحة؟
مسكين أنت يا دستور الكويت، فقد أصبحت كالدواء المر يتجرعونه حين مرضهم، ويقذفون به بعيدا خلاف ذلك، وتسألني عن سقمهم·· صحتهم هي العجب··!!
salhashem@yahoo.com |