في عام 2003م نشر "آلان ديرشوتز"، وهو أستاذ القانون في جامعة "هارفارد" كتاب "دفاعاً عن إسرائيل"، وعلى الفور أضحى الكتاب من الكتب الأكثر رواجاً وأشدها تأثيراً وقامت المنظمات الصهيونية في العالم بدعم الكتاب وشراء كميات كبيرة منه وتوزيعه مجاناً خصوصاً على الطلبة الذين هم على أعتاب الدراسة الجامعية، بالإضافة لقيام السفارات الإسرائيلية في العالم بتوزيعه كهدية رسمية على زوارها·
وبالطبع، فإن الكتاب يمتلئ بالأكاذيب ويصور إسرائيل على أنها دولة مسالمة وسط عالم من الدول التي تريد الفتك بها وإزالتها من الوجود حيث صيغ الكتاب بعبارات منمقة وضع فيها الدكتور "ديرشوتز" خلاصة خبرته وهو الذي بدأ في إعداد الكتاب منذ عام 1974م·
وكان لا بد من وقفة جادة في وجه هذا الكتاب المزيف للحقائق، وقد تصدى لهذا الأمر الباحث "نورمان فنكلشتاين" وهو نجل أحد الناجين من المحرقة اليهودية، وهو أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة دي بول في شيكاغو· وقد ترجم كتابه (صناعة المحرقة) الذي يصف بحيادية أحداث المحرقة إلى 17 لغة عالمية·
واتهم "فنكلشتاين" مؤلف كتاب (دفاعاً عن إسرائيل) بأنه شوه الحقائق، وتخلى عن أصول البحث العلمي، عندما تحدث عن الانتفاضة الفلسطينية "2000م" بتحيز كبير للجانب الإسرائيلي ووصفه بالجانب المعتدى عليه من قبل الفلسطينيين، حيث رد عليه بحقائق وأرقام وثقتها تقارير منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان وغيرهما·
وقد أطلق "فنكلشتاين" على كتابه اسم: "منتهى الوقاحة" وهو خير تعبير لما جاء في كتاب "دفاعاً عن إسرائيل"، ولاقى صدى كبيراً عند نشره واعتبر وثيقة راقية للرد على المزاعم الإسرائيلية وتلك التي يروجها أصدقاؤها، وسوف نتناول في الأسبوع القادم أهم الحقائق التي عرضها الباحث· |