شنت أقلام معروفة بعدائها المزمن لكل المختلفين معها حملة على الليبراليين واستخدمت المعلومات المغلوطة نفسها لترويج تلك الحملة، أغلبها ركز على المهرجان الخطابي الذي أقامه التحالف الوطني مع جمعية الخريجين، ويبدو أن تركيز الحملة هذه دليل على نجاح المهرجان وهو ما يبرر هذه الهجمة المنسقة التي ترعاها كما هو متوقع جريدة حرامية الناقلات وجريدة صاحب المبادرات التي تدر ذهبا في جنوب البلاد·
الحملة تناست تماما أن جميع القوى السياسية شاركت في المهرجان وعبرت عن إحباطها وخيبة أملها في التشكيل الوزاري بمن فيهم الحركة الدستورية التي لها وزير وهو الدكتور إسماعيل الشطي الذي اختير من بين ثلاثة أسماء رشحتهم الحركة، لكن الحملة أرادت أن تبين للناس أن الأمر لا يعدو كونه "زعل الليبراليين لعدم توزير أحد منهم"!!!! كما تناسى أصحاب الحملة عمدا أن الليبراليين لم يتم استثناؤهم من الوزارة بل عرضت على أحدهم وهو النائب عبدالوهاب الهارون واعتذر لأنه تساءل عما يمكنه تقديمه خلال الفترة القصيرة المتبقية من عمر الوزارة مما لم يقم به الوزير الطويل الذي دُعي لاستبداله، وبالتالي فالأمر ليس مسألة عدم توزير ليبرالي فقط كما يحاول أصحاب الحملة التركيز عليه·
من جانب آخر لم يكن اعتراض المشاركين في المهرجان على الوزراء الجدد بقدر ما كان على أسباب إخراج أربعة وزراء جميعهم لهم مواقف واضحة من تعديل الدوائر في الحكومة الماضية وجميعهم لهم مساع إصلاحية واضحة، بينما تم الإبقاء على وزراء عليهم ملاحظات من ديوان المحاسبة وبعضهم من لجان خاصة بالمجلس وبعضهم تعرض لاستجوابات تكفي للإطاحة به لولا الفزعة "المدفوعة" التي قام بها زملاؤه في الحكومة·
كما تناسى أصحاب الحملة أن حالة الإحباط التي عمت الشارع الكويتي وعبر عنها المهرجان كان قد عبر عنها الناس بأشكال عدة أقلها العدد المهول من الرسائل النصية التي تبادلها الناس من أجل التنفيس عن إحباطهم الذي جاء على قدر الطموحات والآمال التي عاشوها بعد انفراج أزمة الحكم، فالإحباط جاء بحجم الآمال التي نسفت بالتشكيل الوزاري·
أصحاب الحملة لم يسمعوا كلمات المهرجان ولم يقرؤوها وتصرفوا من واقع موقفهم المسبق أو من "حر ما يونسون" بسبب نجاح المهرجان في التعبير الصادق عن هواجس الناس، فأصحاب الحملة تناسوا أيضا الدعوات الصادقة التي أطلقها أغلب المشاركين في المهرجان للحكومة بأن تتولى الملفات الإصلاحية الوطنية المؤجلة وأنهم سيمنحوها فرصة لإثبات ذلك وهي مطالب ليست قصرا على الليبراليين بل هي مطالب صدرت بتقارير حكومية وتصريحات على أعلى المستويات في الحكومات السابقة والحكومة الحالية·
يبقى أن يتذكر أصحاب الحملة أن حملتهم تأكيد لنا على نجاح المهرجان ولو لم يشنوا حملتهم لشعرنا بمزيد من الإحباط· |